بين عقل " باولو فرايري " وتخاريف الشيوخ
نشر في 12 أكتوبر 2015 وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .
كان الشيخ الفاضل والمربي البرازيلي " باولو فرايري Paulo Freire " رحمة الله عليه ، يرى في تعليــــــــــم الفقراء والأميين والمقهورين سبيــــلا للتحرر و أداة للثــــورة على القهر والفقر والاضطهاد . و كان يدعو الى تعلم المرأة و الرجل . و يوصي بالنزول الى أماكن الفقراء والأميين ومناقشتهم حول أوضاعهم المزرية كبوابة لتعليمهم الكتابة والقراءة و كمدخل للنضال من أجل الكرامة والحرية والعدالة الاجتماعية ، ومن أجل التغيير . ولم يكن رضي الله عنه وأرضاه ، يشك في قدرات المرأة وكفاءتها أو يقرن الانثى بالدابـــــة و يقول عنها ناقصة عقل بسبب غدة في مخها كما يروج لذلك في تخاريفه المسمى " العريفي " ضيف الجناح الدعوي لحزب العدالة والتنمية.
وإذا كان هذا " العريفي " وكل شيوخ الظلام يعيشون في بحبوحة ونفـــــاق مقيت ، حيث تجدهم مثلا ؛ يتــــداوَوْنَ مع عائلاتهم ويخضعون للعلاج في أفضـــــل المصحات بالعالم . وبالمقابل من ذلك يحاولون إقناع المقهورين من فوق منابرهم بالتـــــــداوي ببــــــــــــول البعير أو بالبصق والتنخم باسم " الرقية الشرعية ". ويشحنون جــزء من الفقـــراء والمحتاجين ، ليحولوهم الى وقـــود وحطب لإذكاء نار الفتنة والكراهية و الارهاب . وباسم الدين يبررون لهم أن السعادة لا يمكن إدراكها في هذه الدنيا كـــــدار شقاء وفناء . ويوهمون الطبقات الشعبية لِتُسَلم بقبول الذل والاضطهاد والاستغلال وتتنازل عن كل حقوقها الانسانية في هذه الحياة .
فان الشيخ الجليل " فرايري " كان شغله الشاغل هو البحث عن حياة أفضل لكل المقهورين والمنبوذين والفقراء . ويقول بكل بداهة ، لا يمكننا أن نصنع هذه الحياة من دون أن نسعى اليها ، بالشجاعة والمغامرة والمخاطرة والايمان بقيم المســــــــاواة بين المــــرأة والرجل والعدل والحرية ... وكان يحذر من الأفكار المسبقة عن العرق والجنس و اللغة و الدين . ويعتبر ذلك تعصبا " يسيء إلى جوهر الكرامة الإنسانية، ويشكل إنكارًا جذريًا للديموقراطية " كما قال .
رحمة الله على شيخنا الفاضل " باولو فرايري " وندعو الله ان يهدي شيوخ البيترودلار وتجار الدين ويبعد شرورهم و أفيون تخاريفهم عنا وعن كل المقهورين ــ آمين ــ
ــ عبدالمالك ـــ