هل الجنة للمسليمين وحسب !

يظن الكثير بأن الإسلام يعتقد بهذا القول ,وحاشا للإسلام أن ينسب له مثل ذاك.

وقد قسمت الناس إثر بحثي لأصناف :

_ مسلم :ليس كل مسلم سيدخل الجنة ,بل هناك مسلمون مصيرهم النار.

_ وغير مسلم ,وهذا ينقسم كالآتي :

_ من لم يسمع عن الإسلام مطلقا ,فهذا يحاسب على أفعاله بالدنيا بحسب الفطرة ومحنه التي امتحنه الله بها في حياته.

_ من سمع سمعا مغلوطا أو مشوها ,وهذا كالسابق أو يمتحنه الله في الآخرة.

_ من سمع الإسلام بمفهومه وتعاليمه الصحيحتان.

وهذا الأخير قسمان :

_ من وعي تعاليمه وإقتنع بها ,فأقيمت عليه الحجة.

_ ومنهم من لم يقتنع وظلت لديه شبهات لم يجد لها إجابة ,أو لم يقتنع بما أجابه البعض فلم تقم عليه الحجة ,فهذا يرجع للقسمان السابقان.

       وقد بين الله جل جلاله في آي القرآن في أكثر من موضع أن من آمن به وبالبعث وعاش حياة صالحة يعمر في الأرض بالخير فلا يخاف ولا يخزن وبَشره بالجنة.

(إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحاً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ)

(إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئُونَ وَالنَّصَارَى مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحاً فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ)

(إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلاً)

كما وضح سبحانه في سورة النساء ان العقاب لعمل السوء واحد لكل الملل و الشرائع :

(( لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ يَعْمَلْ سُوءاً يُجْزَ بِهِ وَلا يَجِدْ لَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيّاً وَلا نَصِيراً ))

وقال ((وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً ))

ماذا عن قوله تعالى :(( إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ ))؟

منذ آدم إلى محمد عليهما السلام الدين واحد (الإسلام) بمعنى توحيد الله ,ولكن اختلفت الشرائع لكل نبي أو رسول : (( لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا ))

فمن كان يعبد الله على شريعة موسى او عيسى او محمد و هو مسلم فهو مقبول عند الله بشرط عدم الشرك بالله كما هى مبينة فى الكلمة السواء التى فى الآية :

((قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً وَلا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَاباً مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ)).

      ماذا عن الحديث الذي قال فيه صلى الله عليه وسلم : ( والذي نفس محمد بيده، لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي، ولا نصراني، ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به، إلا كان من أصحاب النار ).

الواقع أن هذا البلاغ يجب أن يكون على وجهه الصحيح لتقوم الحجة ؛وإلا فلا حجة عليه. كما قال تعالى : (( قُلْ إِنِّي لَنْ يُجِيرَنِي مِنَ اللَّهِ أَحَدٌ وَلَنْ أَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَدًا إِلا بَلاغًا مِنَ اللَّهِ وَرِسَالاتِهِ )) ,وكذا في الآية : (( قُلِ اللَّهُ شَهِيدٌ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآنُ لأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ )). أي: مَن بلغه هذا القرآن على وجهه الصحيح من غير تشويه ولا تغيير.

ويدخل في هذا ( الباحث عن الله عن الحقيقة عمن نحن؟ لماذا جئنا وما المراد بخلق الإنسان ؟ ) وما يتبع ذلك من الأسئلة ..

وظل يهتم ويبحث بحثا حثيثا ؛فهذا إن أخلص في قلبه وإجتهد في البحث ومات قبل أن يصل فأمره إلى الله وله البشرى في الآخرة بإذنه تعالى.

وأخيراً لا يسارع بالتكفير إلا جاهل ,فإذا فهمنا القرآن وتفكرنا فيه لوجدنا العديد من المفاهيم الخاطئة راسخةً في أذهاننا.

بقلم عبدالله إبراهيم زايد 

abdullah.11.ibrahim@gmail.com