موجوعة أنت يا سوريا
******************
إيهٍ لوجعٍ لاوٍ..
تنزِفُ مَطالعهُ على كثبانِ الحائرين
أسالَ مَرارَهُ
فلول عِصَابات المارقين
وجعٌ داوٍ مُثقلٌ بالإرتهاب
دَبَّ خُطاهُ على رِئةِ السحاب
لمطرٍ يَنهالُ فوقَ سُوريا
بفيُوضِ العذاب
مُنتَهِكاُ أعشاشَ الحمام
إيهٍ .. والرأسُ بأرجائِهِ تنتابه الصراعات
يَتسَللُ ضَجيجُ صُداعه
على أطرافِ العَصبِ
تحتَ جلدِ الصَّبرِ
مُقتلِعاً سَنابلَ الأمان
دارَتْ دوائِرُ الموتِ
تُلوْلِبُ اخْتراقهُ بأجسادِ العِبادِ
كأنهم قطيعُ أغنامٍ تَترَصَّدهُم الذئاب
يأتي الشتاءُ مُهَرولاً
وصقيعُهُ يُسابِقُ الأرواحَ
مُفرِّغاً الأجسادَ من وَميضِ الحياة
مُتسَحِباً كأفعَى
لا يَصُدها إفكٌ ولا اختِزالُ
فما بال القسوة.. تَستوْرِدُ إرهابها
ليتسيَّدَ على عالمُ الأنام
فلا الرحمة تحلِّقُ، ولا الكيدُ يَنامُ
والخَلقُ بات مُستنبِتاً..
في يَدهِ وفيههِ أنيابَ اللئام
فيما النجومُ تتساقطُ مِنْ عَلٍ
كأنَّ أربِطتها تَقَطّعَتْ
أصَابتها كلُّ أشكالِ الأسقامِ
فمِنْ أينَ أتتكِ يا شامُ الثقوبُ المُعتمةِ
وضَجَّ فيكِ الصَقيعُ
مُجَدِداً مَعامل الخِصام
وأطفالكٍ يَصيرُونَ حًطباً مُتأججاً
في مدافئ المارقينَ
يُبادِلونَهُم باحتِراقاتِ الفؤاد
فأينَ مِنهُم الذين يَزيحُونَ مُخلّفاتِ الرَماد
يَحتَفونَ بصَمتِ اللئام
لتتكاثفَ فوقَ الأنامِ غيومُ العذاب
-
hiyam damraعضو هيئة إدارية في عدد من المنظمات المحلية والدولية