الحب الصادق مثل الفجر الصادق فبعده صبح لا يعود بعده ليل
ويكسر تدفقه كل صخرة في طريقه
ومثلما يرمم الروح فإن ألمه يعصف بها
فلا يذوق حلاوته وألمه مثل قلوب العاشقين
فلما يجدوه بسماته تلك يتمسكوا به
وان خافوا الامه افتقدوا عطاؤه للروح وامتلائها به
وان أخذوه بجسارة فازوا بنعيمه وصبروا على صعوباته
وان وجدوا من يستحقه وهبوه له او اخذوه منه بداية
ثم لا يزداد الا بأخذ وعطاء لا ينفذ حتى تصبح سعادة العطاء فيه أكثر من لذة الأخذ منه.
وإن حضر العتاب فيه او غاب كان للتمسك بحبيب لا يعوض وللمزيد من الرضا والارضاء
فيكون في نعيم الارضاء الرضا للنفس
وان غابت النفوس والاجساد لم تغيب الارواح ولم تنفصل
لإنه أوفى لأصحابه بالنعيم المتوقع وامتلاء الروح والسكن
ولا تأتي الامه الا من ضرر او بعد او غيرة جارفة
لكنها لا تطفئه او تنسيه
واجمل ما فيه ليس في جذوة اشتعاله لكن في اوقات هدوءه وزيادة بناؤه وأساسه
حتى لا يمكن هدمه بعد تكونه من احجار المودة والعطاء والايثار
ودعامات التغلب على مصاعبه والامه وعيوبه
فلا يكتمل بناؤه الا بهم فينتهي في صورة عجيبة يراها الناس
فلا يعلمون ان قوته من بنيانه على سعادات والام وقرب وبعد ومودة وغضب وهجر وغيرة
لهذا اكتمل نسقه وثبت فلم يتكون من خيال بلا حقيقة او رومانسية بلا واقع