التوسط - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

التوسط

  نشر في 15 يونيو 2017 .

التوسط 

يقال إن الفضيلة هي التوسط بين ضدين الإفراط والتفريط أي التوسط بين الإفراط في الزيادة، والتفريط أي النقص ، فتكون الشجاعة على سبيل المثال هي الفضيلة بين رذيلة التهور و رذيلة الجُبن ، لذلك عندما أراد الله مدح أمة محمد ( ص ) قال في كتابه { وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدً ... } ، وكما يُقال كذلك ( خير الأمور أوسطها ) ، إذن يجب أن نتخذ هذا الوضع - التوسط - في أمور و مجالات حياتنا ، سوف أتكلم عن التوسط في أمر مهم جداً في حياة كل شخص منا و لكن الوضع الوسط الذي سأذكره ليس بين ضدين و إنما بين أمرين يكمل أحدهما الآخر ومع ذلك يركز أغلب الناس على جانب و يهملون الجانب الآخر .

هذه مقدمة بسيطة ذكرتها تمهيداً لطرح الموضوع الذي أنا بصدد بيان تفصيله ، من الملاحظ في الوطن العربي أن أغلب الناس وخصوصاً فئتي الشباب و الكبار ينقسمون إلى ثلاثة أقسام في تسيير شؤون حياتهم الشخصية ، القسم الأول هم من يهتمون بالقراءة و التعلم و المعرفة و الدراسة و من ذلك وصلوا لمرحلة محددة من الوعي و الإدراك ، و القسم الثاني هم من اهملوا التعليم لكنهم احتكوا بالحياة و تعلموا من خلال الخوض في تجارب عديدة والتي أدت لخلق وعي و إدراك لمستوى معين ، فالذين في القسم الأول لديهم خبرة كبيرة في أمور التعليم و في الأمور التي لها علاقة بالتخصصات و لها علاقة بسوق العمل ...الخ ، و القسم الثاني لهم خبرة في أمور السفر و في عالم السيارات و جميع لوازم البيت و المتاجر ذات الأسعار المخفضة و إقامة علاقات مع الآخرين ...الخ باختصار لديهم إدراك للحياة الواقعية .

جميلٌ أن يكون الفرد في إحدى هاتين الفئتين فالأولى اهتمت بتثقيف نفسها و الثانية تعلموا مباشرةً من الحياة الواقعية ، لكن إن نظرنا بتعمق أكثر وأدق سنرى أن الذين في الفئة الأولى يحتاجون في مواقف عديدة إلى الذين في الفئة الثانية و العكس صحيح كذلك ، سأذكر مثالين بسيطين يوضحان الفكرة التي أود طرحها ، أغلب الذين تعلموا مباشرةً من الحياة غالباً لا يعلمون الكثير عن سوق العمل فتراهم عند منعطف حياتهم أو حياة أبنائهم يبحثون عمن يساعدهم في اختيار التخصص و في اختيار الجامعة الأفضل و في اختيار العمل الأمثل وربما يذهبون للشخص الخاطئ لطرح هذه التساؤلات عليه و بالمقابل تجد أغلب الذين يهتمون بالدراسة كثيراً عندما يصيب سياراتهم خلل بسيط يهرعون سريعاً إلى إنفاق أموالهم لإصلاح سياراتهم بالرغم أن في بعض الحالات لا تستدعي كل هذا القلق و الإنفاق .

و الآن سأتحدث عن الفئة الثالثة و هي الفئة المتوسطة أي الفئة الأفضل ، و هم من يجمعون ما بين الدراسة و المعرفة و ما بين التعلم من خلال الخوض في التجارب ، فتراهم يملكون أفضل ما لدى الفئة الأولى وهو اهتمامهم بالعقل و أفضل ما لدى الفئة الثانية ألا وهو اعتنائهم بفكرة العمل - لا أقصد بكلمة العمل معنى الوظيفة وإنما المقصود هو التحرك وعدم الكسل و الخمول - هؤلاء من يصلون إلى مرحلة عميقة متقدمة جداً من الوعي و الإدراك ، و هم الأكثر نجاحاً في حياتهم ، لكن يا للأسف هم الفئة الأقل من حيث الكم مقارنةً بالقسمين الأول و الثاني ، فأنا أدعوا نفسي أولاً - ليس من باب التواضع لأنني شخصياً أُصنف نفسي من الفئة الأولى - و أدعوكم للإنضمام للفئة الثالثة فهي الأفضل للوصول لمستوى عالي من الوعي و الإدراك و للننهض بمجتمعاتنا و نزيل التخلف عنها .

عمار محمد


  • 5

  • Ammar
    عمار محمد علي ، طالب جامعي محب للعلم
   نشر في 15 يونيو 2017 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم













عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا