اختفت معالم الحقيقة في آثار مزيفة, وغير بائنة بالشكل الصحيح, مما دعا ذلك إلى تصويرها في قالب لا يُمثّل إلا الشخصية, حتى على حساب الحقيقة نفسها, فقد تعمّدت بعض البيئات أنّ تُغيّب دورها في الواقع, حتى تتمكن من الوصول إلى دعوتها الباطلة, فقد سمحت لها نفسها أن تكون نصيرت الرغبة والهوى الذي هو الاتجاه الأول في النفس, فقبل كل شيء يصبح المعروض في ميزان ذلك, فإما أن يوافق على ما فيه, وإما أن يكون هو المسار الذي منه يعثر على مراده الطامح.
فالجوانب كثيرة والأسباب الداعية إلى قبول ذلك تتوارد النفس لحظة الاختيار, فما هو فيها غالب فإنه لا مفر منه, بل هو الذي سوف يدعو إلى السيرةَ فيه, فالحقيقة واقعة كما هو الحادث الذي خرج من حيث لا شيء, ولكن ما دعا إلى ذلك هو الاختلاف, فالفائدة في كون الحقيقة راسخة جداً, ولا يمكن استئصالها ولو بالقوة, لذا فإن دعوة الحقيقة هو البيان القاطع, والذي منه تكون واضحة بيّنة في ما ترمي إليه, فلو لم تختفي معالمها لمَا تنكّر الباطل بأثر زائف.
-
فهد الربابينإذا لم تستطع أن تكونَ عاقلاً، حاول أن تفهم .