زمن الطرق والخرق
بقلم: محمد خلوقي
——————————————
ايها الحالمون .. الواهمون والمعتقدون ان كثيرا من الأحداث والوقائع التي تنهال علينا من كل مكان واتجاه ، هي احداث لا تهمكم الا بقدر التفرج عليها او التحاكي بها ، او تزجية أوقاتكم من خلالها بالتفكّه والتنكيت ..
اعلموا ان الامر اكبر مما تتفكهون به ..الخطر قادم وداهم .. وخاصة ان هذه السفينة التي قُدِّر لنا ان نركبها جميعا ، على اختلاف مواقعنا فيها ومساكننا بها.. قد بدأ فيها الطرق والخرق .. وخاصة من فئة من الاراذل والسفلة والحاقدين والمارقين .. الذين يبغون السهل القريب .. دون مراعاة لغير اهوائهم ورغباتهم المرضية ..فهذه الفئة في تزايد وتكاثر .. ولو تُركوا على ما هم عليه من نواياهم الجنونية و افعالهم التخريبية في حق السفينة وركابها ، فإن الماء، لا ريب ، سيعوم على الكل ، وينته الامر بِنَا جميعا الى الغرق المحقق ، دون استثناء لنوعية او مقام الركاب سواء أكانوا في أعلى المركب او في أدناه .
إن الطرق والخرق قد بدأ من زمان ، لكن القليل من ينتبه ويُنبِّه ، فقد قلَّ الحياء ..وكثُر نقيضه ، وتجرأ الجهلة ومرضى النفوس على العلماء والفقهاء والنجباء ..بالاستهزاء والنكتة .. حتى وصل الامر ببعضهم الى تعطيل الكثير مما شرع الله .. فتعطلت الحدود .. وتعطل النهي عن المنكر .. وتعطل الامر بالمعروف .. واستبدل ذلك وغيره بقوانين وضعية ابوابها مشرعة تحت عناوين كثيرة :كالحداثة والعصرنة و التطور ، والحريّة ..عناوين تدخل منها واليها لكن لا تعرف من اين الولوج ولا كيف الخروج ؟؟!! ..
ان التجريب في اتجاه التخريب قد استفحل أمره .. .. والمتفكهون والمتفرجون على أحوال البلاد والعباد .. هم شهود على أنفسهم بفساد فطرتهم وبعدهم عن الانتماء الحقيقي لهذه الامة ... والساكت عن الحق - قولا وفعلا ونضالا- هو شيطان اخرس . بل أعد له الله من المساءلة والحساب والعقاب ما لا تتحمله الجبال الرواسي ..
فحسبنا الله في زمن الرداءة والخنوع والنفاق.. زمن المارقين .. والخارقين .. ..والحازقين .