ماذا بعد
ماذا بعد ايتها الحياةْ
أَلَنْ تكْتَفي مِنْ تَعذيبي حتّى المماتْ؟
أَذَقْتِني العلقمَ فَأَصْبَحَ أَشْهى النباتْ
أَظْلَمْتي نَفْسي و أَمامي النَّيِّراتْ
بِتُّ في جحيمكِ اشْتَهي الجنّاتْ
أَكْتُبُ في عذابي من الشعر ابياتْ
وأرسُمُ غَداً بأَبدَعِ اللوحاتْ
و أخالهُ آتٍ حاملاً مِنَ الوردِ باقاتْ
لكنّي لا أرى منهُ سوى آهاتٍ و لَوعاتْ
ماذا بعد
ماذا بعدُ ايها القدرْ
سال دَمْعي مِنْ سوادِكَ كَلمَطَرْ
و منْ صَوْلِكَ زادَ حُزني و انتصَرْ
كتبتَ عذابي كَنَقْشٍ في حَجَرْ
مِنْ ثِقْلهِ ضَعُفَ جانحي و انكَسَرْ
أَحْلُمُ بِنَصِّكَ تغَيَّرَ و ازدَهَرْ
فَأَشعُرُ أَنَّ كَياني قَدْ كَفَرْ
ليسَ فيكَ عَنْ الفرحةِ أَيُّ خَبَرْ
غَيرَ يأسً و بُؤسٍ لا يَرَ فيكَ البصَرْ
ماذا بعد
ماذا بعد أيُّها العَظيمْ
و لَكَ مِنّي كُلَّ مَحبةٍ و تكريم
أَرَ نَفسي في دُنياكَ وَحيداً دميمْ
لا أُدرِكُ منْ كَرَمِكَ إلّا أخباراً و تَعاليمْ
لَكِنّي مدْرِكٌ انك رحيمْ
قادِراً على تغييرِمصيرِ عَبْدٍ هَشيمْ
أنقذني منْ حياةٍ عَيشُها أَليمْ
و منْ قَدَرٍ كَالعقابِ الوخيمْ