ياسر شمس الدين يكتب :   

عندما يحكم الشيطان !! يصبح التفكير جريمة, والتصفيق وطنية , تصبح الخيانة منهجا, والتفريط فى الارض وجه نظر ,ودماء الشهداء خلاف سياسى , تصبح المطالبة بالحرية خطر على الامن القومى .

ان الخطر الحقيقى الذى نواجهه فى مصر ليس الاستبداد فقط فالاستبداد هو عرض لمرض عضال يضرب فى عظام الوطن ويصيبه باعراض الظلم والقهر الخطر الحقيقى هو الجهل وعدم الوعى .

"عندما يحكم العسكر" فأن الخطر الحقيقى الذى يواجههم هو المواطن "اليقظ" "المتعلم" "المثقف" لذلك فليس غريبا ان ترى السجون ممتلئة بحملة الدكتوراه والماجستير, بينما يقوم العسكر بتشغيل الاغانى وحماية المواطن الشريف الذى يصفق ويؤيد لاى قرار يصدر عن الظابط الذى يرتدى الكاب ويحمل فى يده السلاح , لقد تعمد العسكر عبر 6 عقود حكموا فيها مصر افساد منظومة التعليم, تعمدوا افراغ كل المناهج من اى شئ يحيى هذا العقل وينمى قدراته الابداعية, فالتعليم خطر حقيقى على وجودهم.

ان مشهد المواطنين المصريين الذين يحملون علم السعودية فى احتفالات تحرير سيناء هو مشهد فريد عبر التاريخ هو مشهد كيف تصنع مواطنا يفرط فى ارضه وعرضه طوعا وبدون مقابل او بمقابل لا يساوى الجرم الذى يقترفه فى حق نفسه واهله ووطنه, هذا المواطن الذى اصبح ايقونه لنظام السيسى وعصابة العسكر ,هو مواطن مسكين, تعرض لافساد عقله وتجهيله وافقاره وامراضه بشكل متعمد من انظمه العسكر المتعاقبة

هذا المواطن لا يستحق اللعن او ان يتم الاستهزاء به فهو مسكين يحتاج الى اعادة التأهيل, واعاده تنظيم افكاره وتثقيفه وهذا مالم ينتبه له احرار ثوره 25 يناير, فقد تفرغوا فقط للصراع السياسى وتركوا الناس فريسه سهله "للشيطان" يتلاعب بعقولهم اكثر يثير غضبهم وخوفهم من الثورة

على الرغم من ان الثورة قامت من اجل هؤلاء الفقراء المعدمين , قامت من اجل ان يعيشوا احرار ,وان يتم توزيع ثروات هذا البلد بعداله حتى لا يضطروا ان يبيعوا وطنهم ويتنازلوا عن ارضهم مقابل حفنه من الجنيهات التى لا تسمن ولا تغنى ممن جوع الا بضعه ايام .

ان الافق السياسى فى مصر مسدود ليس هناك امل فى تغيير حقيقى فى هذا البلد, الا اذا استطاع المثقفون وثوار يناير باختلاف توجههم من البدء فى حملة توعية بشكل موسع حتى يستطيعوا التغلب على الجهل المنتشر حتى يستطيعو ضم متعاطفين مع الثورة ومع الحق والعدل

فلن ينجح اى حراك بدون كسر الخوف والجهل واعتقد ان حاجز الخوف ينكسر رويدا رويدا بذلك الحراك الرائع الذى نشهده فى مصر الان يتبقى حاجز الجهل وهو الاخطر والاصعب ان المعركة طويلة يجب ان نخوضها دفاعا عن ارضنا وعن ديننا فالثورة حق ودين ووعد يجب ان نوفيه لشهداء بذلوا ارواحهم دون خوف لاتهم يعلمون علم اليقين ان هناك رجالا سوف يكملون طريقهم ويحققون هدفهم الذين قتلوا من اجله وهو الحرية يجب ان يسقط الشيطان يجب ان نكسر شوكته ونطرده من كل بلادنا لا يجب ان نترك اهلنا ينهشهم الفقر والمرض والجهل .