الزواج ..

هذه الفعلة الشنعاء التى يرتكبها الناس فى حق أولادهم بكل دم بارد و بلا أي نوع من أنواع التردد او الإةرتياب مما قد يترتّب عليه من سوء العواقب. في مجتمعنا العربى نعتبر من الرواد في عدد حالات الطلاق و في مصرنا الحبيبة نكون في أوائل الدول علي مستوي المجرة و لربما الكون، ف انا متأكد انه لو كانت الكائنات الفضائية تتزوج و تنفصل بالطلاق لحطّينا عليهم أيضاً. 

أصبح من كثرة حوادث فسخ الخطبة عندى رغبة دائمة عند المباركة لاثنين مخطوبين مؤخراً أن اسألهم '' تري متي الفسخ ؟ '' لكن حياءي يمنعني !!

لا أُخفيكم أمراً فقد بحثت كثيراً عن الأسباب و دائماً ما تعود لنفس الجذر (او السبب) و يكون هو الرغبة المتسرعة في '' تستير البت و استقرار الواد '' كما لو ان البنت تولد مفضوحة و يجب سترها بالزواج بأسرع ما يمكن قبل ان تتم عامها ال25 و يكون الولد كما الثور الهائج في موسم التزاوج (لا أخفى حقيقة كوننا هكذا أغلب الوقت و هرمون التستيستيرون هو الخير و البركة) و يريدون أن يزوجوه بأى تاء مربوطة حتى تهتم به و تشبع ما عنده من رغبات طالما عاني منها مخدعه. 

لم العجلة ؟ لم الرغبة الملحة ؟ هو مش نصيب ياخواننا ؟ لم تستعجلون و تلحون ؟ لم تسألون أسألة من نوع '' مفيش حد بيتقدم لها ؟ '' فتشعر الفتاة فجأة كأنها بيت مسكون لا يرغب أحد ان تطأه أقدامه و يعدو من أمامه بكل سرعته شاكراً الادرنياليين على هذه المساعدة !! الرحمة حلوة .. الرحمة في كلامكم اللاذع الذي يقع وقع السكاكين التي تقطع في جرح حديث لم يلتئم بعد ثم تسكبون عليه أسئلتكم المشبعة بالحمضيات أنواعها ما إستبقيتم شيئاً !! لن يدخل الجنة من تزوج صغيراً و لن يُحرم منها من لم يستطع ..

زواجنا و نظامه فاشل في كل شئ بلا ادني استثناء او نجاح في ناحية من نواحيه، اي بناء لأسرة جديدة يعتمد علي تسخير كل موارد الاسرتين الحاليتين لهذا الغرض كما لو أنهم في حالة حرب و نبدأ نسمع جملة '' مش هينفع عشان جهاز أختك محتاج مصاريف كتير '' أليست المصاريف مبنية علي إختياراتكم يا قوم اللاعقل ؟ ألستم من تنتقون أغلى الأشياء التي يُغني عنها ما هو أرخص و لكن الرغبة في الشعور بالفخر و الفشخرة أكبر من ان تحكموا عقلكم فيمَ يفتح بيت و يبدأه و فيم يقصم بيتين لغرض سفيه تافه !!

ثم ما هى آليات التودد و التعرف علي الفتاة من الشاب ؟ جلسة صالون !؟! بالله عليكم جلسة صالون لا تختلف مدتها عن جلسة في إحدى وسائل المواصلات تحدد إرتياحكم من عدمه ؟ دون أى سابق معرفة فقط تحددون على أساس هذه الجلسة كما لو ان كيوبيد قد أحضر أولاد عمامته و إنهالوا عليكم بسهام الحب و تبدأون فى سطر المتشابهات بينكم ؟ و من ثم تستطيعون الشعور بالإرتياح بعد ذلك ؟ لهذا السبب لا يجد الشيطان جهداً فى التفريق بينكم يا قوم القسمة و النصيب.

على أساس باهت تعتصر الأسرتين مواردهم المادية و الإقتصادية و الإجتماعية و قد يستدانوا ممن حولهم لفتح بيت و إدخال فيه رجل و إمرأة.. و تسمونه زواج ؟ كلا و رب الكعبة .. ذلك تزاوج لا زواج.

الزواج هو أن تنتظر الزوجة صوت ميدالية مفاتيح زوجها على السلم فتدخل فى سباق أن تصل للباب و تفتحه قبله لتشعره بحبها الذى فاق حدود الإنتظار لتلك الهنيهة التى كان يستغرقها فى لف مفتاحه فى الباب، الزواج هو أن يأكل الرجل و في كل قطمة يتهمهم من فرط لذة الطعام التى وقفت زوجته تعده له على رجولها و تنتظر لحظة التعليق على ما قدمته، الزواج هو غض الطرف عن مسببات المشاكل و غض البصر عن مسببات الكوارث و الفواجع و البراكين و فقأ العين، الزواج هو المغازلة بين الرجل لزوجته و خجل الزوجة في كل مرة تسمع فيها هذا الكلام، الزواج هو حفظ أسرار البيوت يا سادة، هو حل المشاكل دون ان يتدخل اى مخلوق فيها سوى الرجل و زوجته.. الزواج و الله أكبر مما قد وضعه فيه أُناس هذا العصر.

قبل أن تبحثوا عن الزواج إبحثوا عن ذلك الشريك و ما يحويه من طباع و أفكار و ميول (واخدين بالكم) و إتجاهات و مخططات. إن رجلاً يتكلم بصيغة المستقبل أفضل من رجل يتكلم فى الحاضر ولا غد له يفكر فيه و يشغله، إن رجلاً ينظر للنواقص و يعلق عليها لهو أسوأ ممن إختار تلك البقعة البيضاء في الثوب الأسود ليمدحها فيجعل منك تهتمين بها و ما يشابهها، إن زوجة تلوم نفسها عن تقصير لا تشعر انت به توجب عليك أن تمسك بتلابيب ردائها متوسلا منها المسامحة إن أحزنتها، إن زوجة تخاف ألا تجعل منك زوجا سعيدا و انت بهذا المجهود المبذول المخلوط بالخوف تهيم فوق السحاب من السعادة لفرض عليك أن تغسل لها قدمها إن تألمت من أعمال المنزل (لن تنتقص رجولتك مقدار ذرة)، إنه شريك العمر يا أحبتي، شريك العمر .. !!

أسأل الله لكم و لى بهذا الشريك، و أن يجمعنا بمن أحببنا يارب.