(الغيب) ... أزمة المستقبل - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

(الغيب) ... أزمة المستقبل

  نشر في 14 نونبر 2014 .

هناك لهفة مستمرة لدى الإنسان الطبيعي لمعرفة أحداث المستقبل وتستهوينا كثيراً القصص التي تُروى عن الكهنة والمستبصرين الذين يتحدثون عما سيجري في قادم الأيام وهذا ما يلاحظ من انتشار مفسري الأحلام وقارئي الكف والطالع وغيرهم وما هذه اللهفة الا رغبة غريزية لدى البشر في خرق الحاجز المقدس لمعرفة المستقبل وما يخبئ لنا من احداث.

وعلى نطاق أوسع وأكثر تحديداً ومنطقية برزت علوم تسعى الى خرق هذا الحاجز المقدس بين الانسان والمستقبل وفق أسس ونظريات ولعل أبرزها العلوم الاستراتيجية والتي لن اتحدث عن أصلها ومنشئها حيث سيطول المقام بنا دون ان نوفي الأمر حقه الا ان الأهم هو ما الذي تهتم به هذه العلوم، انها تضع الانسان في مناطق التفكير الصحيح للتعامل مع الحاضر والمستقبل معاً وفق نظريات اقتربت أن تكون حقائق وكذلك علم المستقبليات الذي يعتبر روح العلوم الاستراتيجية والذي يستند أيضا ًعلى نظرياته الخاصة به وأدواته التي برهنت عن إمكانية توقع ما سيحدث. إن هذه العلوم تساعدنا على اتخاذ القرار السليم في الحاضر الذي يجنبنا الخطاء في المستقبل بالاعتماد على بياناتنا التاريخية ودراسة حاضرنا دراسة جيدة وتحليل الافتراضات المستقبلية تحليلاً دقيقاً يشمل كل التفاصيل ويضمن تقليص هامش الخطاء والمفاجئة الى اقل درجة ممكنة.

إن العلوم الاستراتيجية وعلم المستقبليات لازالت يافعة في مقتبل عمرها وفي بداياتها الجدلية النظرية (كعلوم مستقلة) مقارنة ببدايات جميع العلوم التطبيقية والنظرية. ولوعدنا للوراء لوجدنا أن اهم أسس العلوم التطبيقية التي أصبحت الآن مرتكز الحياة مثل الرياضيات والفيزياء والكيمياء وعلم الأحياء وغيرها بدأت مع الفلاسفة الأول (افلاطون وما قبله) كجدليات لفظية تحاول من خلال التفكير استنتاج أسباب الظواهر الطبيعية وسبر اغوارها وأتى من بعدهم ارسطو الذي مارس هذه الفلسفة تطبيقياً فأحدث نقلة في تطور العلوم وقد بدأ تلك الفلسفة بأدوات بسيطة تشبه في بساطتها آنذاك بساطة أدوات العلوم الاستراتيجية وعلم المستقبليات مقارنة بأدوات العلوم التطبيقية حالياً. ويمكن القول ان جميع العلوم بدأت نظرية وانتهت تطبيقية ذات أسس ونظريات وحقائق ثابتة غير قابلة للخطاء. وفي ظل التطور العلمي والتقني والمعرفي في عصرنا هذا فإننا لن نحتاج الى هذه الفترة من الزمن لتصبح العلوم الاستراتيجية وعلم المستقبليات بهذه الدقة خصوصا في ظل وجود وسائل وأدوات ساعدت في نمو الثقة بنتائج هذه العلوم ومؤسسات استطلاع الرأي خير مثال على ذلك.

السؤال هل سنصل الى مرحلة من اليقين بمعرفة المستقبل كاليقين بدوران الأرض حول الشمس وبكروية الأرض وكيف ستستقبل ثوابتنا ومسلماتنا المقدسة مثل هذا العلم. وهل يجب ان نعيد النظر في حدود هذه الثوابت كما أعدنا النظر في كروية ودوران الأرض وغيرها من الحقائق العلمية التي قاومنا صحتها نظراً لفهمنا الخاطئ لنصوص القرآن والسنة. واخيراً فانه لابد من ان أورد آيتين كريمتين لا يخرج مقالي هذا عن فلكهما.

قال سبحانه وتعالى (وعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ...الآية) الأنعام 59 وقال سبحانه وتعالى (وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ...الآية) البقرة 255.


  • 3

   نشر في 14 نونبر 2014 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا