القدس بين إسرائيل اليهودية وفلسطين العلمانية. - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

القدس بين إسرائيل اليهودية وفلسطين العلمانية.

  نشر في 05 فبراير 2017 .

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:

الصراع بين الحق والباطل ، الاحتدام بين الأمم والدول ، على مواقع الكرة الأرضية تأسس مذ برأ الله الخليقة إلى يومنا هذا ، ولا يعلم إلا الله تعالى مداه ، إلى يوم الدين ، أم إلى حد يقطعه بين الناس.

النزاع بين الأديان والعقائد مستمر منذ أول روح نفخت بين الخلائق إلى يوم الناس هذا.

ومنه العراك حول القدس وبيت المقدس ، مسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ومقر المساجد والكنائس والمعابد.

تبادل المسلمون والنصارى واليهود بسط النفوذ على القدس أحقابا ، إلى أن احتلت فلسطين سنة 1948م ، والنزال قائم عليها بين الفلسطينيين واليهود في غياب الأمانة المسؤولة للمسلمين الذين تغنوا بفكرة {المسألة داخلية ، ولن نكون ملوكا أكثر من الملك} ، فتركوا إخوانهم يُفَلّتُونَ أجسادهم وأرواحهم من مخالب الأعداء.

ومنذ قرار السلطة الصهيونية اعتبار القدس عاصمة أبدية لليهود ، والمنافحة الظاهرية للسلطة الفلسطينية عنها ، والقضية تراوح مكانها.

لكن الملفت هو منطلق كل من اليهود والفلسطينيين في المشاكسة حول تبعية القدس.

ففي الوقت الذي يتشبث اليهود بالمنطلق العقائدي للدولة الإسرائيلية لتنفيذ وعد الرب والرسالة وتثبيت دعائم الصبغة اليهودية ، نجد الفلسطينيين ينصرفون عن هذا الاعتبار ويعلقون بعلمنة السلطة على أرض تابعة إداريا للدولة الصهيونية ، في خشية كبيرة ظاهرة لهم من الرأي العام الأممي الغربي بالخصوص من تمثل المنطلق الديني ، باعتبار الغرب على الأخص لا يقبل تمسكا به لقضايا المسلمين لما يعلمه من قوة تأثيره على نتائج تحركاتهم به.

إن الميزان هنا يختلف تماما ، فمعيار الدولة الإسرائيلية هو اليهودية والديانة والعقيدة ، أما معيار الفلسطينيين ما هو إلا العلمانية التي يشتركون فيها مع غيرهم.

حين يرفع الإسرائيليون راية التلمود والتوراة التي تقوي الجانب الروحي المرتبط بالسماء والوعود الربانية ، ينكس القادة الفلسطينيون راية القرآن والإسلام ، بل ويعاقبون كل من يرفعها من المسلمين ومن ضحاياهم المنافس القوي حماس الجناح السياسي للمقاومة المسلحة عزالدين القسام.

لا أنسى تهديد رئيس السلطة الفلسطينية لكل من يهاجم إسرائيليا بالعقاب ، وسماه اعتداء رغم أصلية الأرض لأهلها.

إن ما يعرفه العقلاء من الخلق أن الجانب الديني قوي جدا في دفع الروح المعنوية للتوفيق والسداد في النصر.

لذلك نفهم جيدا رفض اليهود والغرب رفع راية التدين عند المسلمين لعلمهم بما يحققه ذلك بين أنصاره ، ويرفعونها سرا مع المسلمين وجهرا بينهم.

انظر إلى الدنيا التي يقيمها الغرب ولا يقعدها إذا علق المسلم بدينه ولو في لباس ، بينما لا يتوانى اليهودي على الأقل عن وضع الطاقية ذات النجمة السداسية فوق الرأس في مختلف المحافل تظاهرا بالشخصية بكل شجاعة ، ويستحي المسلم العلماني على الأقل بتلفظ كلمة تنبي عن انتماء للأصول.

إن مثل هذا التنازع لابد له من التكافؤ ولو في المنطلقات الفكرية والعقائدية والمعنوية ، والمنظور يبين لنا انعدامه.

أفيحق بعد هذا البيان ادعاء القدس عاصمة لفلسطين العلمانية والصهاينة يريدونها عاصمة لإسرائيل اليهودية ؟



  • saadprof
    أستاذ مادة العلوم الإسلامية في ثانوية سليمان بوعبداللاوي بالبرواقية .
   نشر في 05 فبراير 2017 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا