اين تولد الفكرة ؟ وفى اى رحمٍ تتكون ؟

هو كلام مجانين ،،، الكثير يراه كذلك ،،،،

فانا انما اقصد الموضع الذى تتشكل فيه الفكرة فى رحمها كما يتشكل الجنين فى رحم امه  ،،

قد يظن البعض اننى اتحاذق فى كلامى ويقول لى بصورة السخرية الفكرة تولد فى العقل

ولكننى سارد عليه فى ذلك واقول متقلسفا عليه ،،،

لا ،،، الفكرة لا تولد فى العقل ،، وانما تطرأ على العقل فالعقل هو الموضع التى توجد عنده الفكرة وتبدو لك معانيها  ، وان تلك المعانى هى الفكرة فى حد ذاتها

فأين تكون قبل ان تتكون تلك المعانى ،، وتطرأ على مخيلتك؟

أو بمعنى اخر ،

اين كانت تلك الفكرة قبل ان تطرأ على العقل ؟

ما اظنه فى نفسى عند ذلك ان من اخاطبه بتلك الاسئلة  سيتعصب على ويظننى جاهلا او غبيا أو حتى مجنونا ،، وهؤلاء ما أكثرهم حاليا فى واقعنا ،

ومن الطبيعى بعد  اذا اصررت على جدالى ان يزيد هذا الجدال  من استفزازه عندما اتمادى فى فلسفتى وأقول ،،،

ان عقولنا مهما بلغ ذكائها فهى جاهلة بما هو فوق حد استيعابها ،

فحتى ان تميزت بالذكاء فان لعقلك حد يقف عنده ، ويكون جاهلا بما هو فوقه

وهذا الحد هو حد الفكرة فى داخل عقلك ،

والفكرة التى علينا ان نتطرق اليها بعد ذلك يكمن معناها فى حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ( الا ان فى الجسد مضغة اذا صلحة صلح الجسد كله واذا فسدت فسد الجسد كله ، الا وهى القلب )

فاستيعابنا وتصديقنا بمعنى هذا الحديث هو الفاصل البناء فى ما اقصده بمعنى ولادة الفكرة

وذلك لان مراكز القرار متعددة لدى الانسان وليست هى العقل فقط

فالنفس صاحبة قرار والعقل صاحب قرار والقلب ايضا صاحب قرار وكل ملكة داخل الانسان لها اثر فى هذا القرار ايضا كشعورك واحساسك وغيرهما

وهذه الملكات نفسها فى الداخل تحدث خطابا سريا بداخلك  لا تشعر انت به

وهذا الخطاب يتناقل بين القلب والعقل والنفس بحيث يكون القلب هو المعالج والحكم الاول فيما يدور بداخلك من خطاب

اى ان معانى الفكرة تولد فى النفس ،ثم تمر على القلب ليعالجها ثم تطرأ على العقل ليترجمها لنا بصورة معلومة وملموسة فكريا

فان كان هذا القلب ذو فطرة سليمة فان قرارك سيكون قرارا صائبا باذن الله