تستيقظ صباحا _متأخراً كالعادة _ من كثرة ضجيج أهل المنزل ، تتذكر أنها أيامك الأخيرة في الجامعة _بإذن الله _ ويجب عليك المواصلة والاستذكار ، تذهب في جولة بين موادك العقيمة الغير لطيفة بالمرة : أبلايد _ مديسنال _ بابليك _ توكسو _ سيوتكس _ صناعية وتحاول صنع خطة للفوز بهذه المباريات المتتابعة ، تتقمص دور أنشيلوتي ، جوارديولا ، مورينهو أو تستدعي من الذاكرة السير أليكس فيرجسون !
تعيد النظر إلى الأوراق التي لاتسمن ولاتغني من جوع والتي تنادي عليك بصوت يشبه نعيق الغربان ، تتخيلها تنظر إليك وتخبرك أنك آت لامحالة وأنها ستنتصر في النهاية وأنت ستتحول إلى كائن من ذوات الأربع _ الخيال حاضر والواقع هارب_ .
تستغفر الله ، تحوقل ، تكبر ، تقرأ بعض قصار السور ؛حتى تستطيع المواصلة ، لقد كتب عليك مصيرك .
تذهب إلى المطبخ وتصنع كوبا كبيراً من الكافي ميكس ، ثم تتبعه بالفطار الرائع الذي سيعيدك إلى الفراش مرة أخرى .
بعد ذلك ، تتذكر حسابات السوشيال ميديا ، تتصفحها على عجالة ، تستوقفك مقالات وفيديوهات لابد من مشاهدتها _يمضي الوقت سريعاً_
تحاول أن تبني علاقة من نوع ما مع الأوراق ولكن بلاجدوى .
ليس هذا حالك فقط ولكن تقريبا حال كل من فقد الشغف في ما يفعله ، كل من يعلم أنه يدرس أشياء وأشياء لن تفيده وليس لها معنى سوى في جامعته !
تتمنى لوأنك حقا تجد شيئا ذا جدوى ، لوأن ماتدرسه سينقذ حياة ، سيتوقف عليه شئ ، ستحفظه عن ظهر قلب ، ستبحث عنه وستتزود منه _ هناك بعض الرائعين يدرسون أونلاين مايريدونه حقا _ ربما في وقت لاحق ستفعل .
تكمل في الساقية التي تدور وتدور معها الأيام ، تحصي كل الفرص الضائعة فتسأل ماذا لو ؟ !
تعيد الاستغفار وتواصل المحاولة !
-
هبه هيكلأكتب لأبقى ، لأعبر عما أعايشه ، وماأشعر به من مشاعر الآخرين ، أرقبها وأنزفها على الأوراق ، أبحث عن الأمل ، وأحاول الاحتفاظ بسلامي الداخلي في هذا العالم الدامي .