ألا استيقظت يا قلب
اليقظة من الغفلة
نشر في 05 مارس 2016 وآخر تعديل بتاريخ 08 ديسمبر 2022 .
ألا استيقظت يا قلب وعدت النفس تهديهـــــا
لأن النفس أمارةْ بســـــــــــــــوء كائن فيها
تحب الجاه والمال حـــــذار النفس ترضيها
ظلوم عندما تظلمْ غريــــــــــق فى ملاهيها
فلا تأخذك للدنيا فقد ضاقت أراضيـــــــــها
فتحذو درب من عاشوا عبيدا من مطيعيهـا
ذنـــــوب قد بدت منها ديـــون أنت قاضيها
ألا استيقظت يا قلب وعدت النفس تهديهـــا
لأن النفس لاتشبعْ إذا جاعت أمانيهـــــــــا
ونار الله لا تشبعْ إذا جاعت تسويهـــــــــــا
أنفسى قدمت خيرا إلى ربى يجازيهـــــــــا
غدا تدنو من الموت وترجو الموت يأتيهـــا
غدا تفنى إلى قبر وترجو الناس تفديهـــــــا
ولكن ما مجيب أو شفيع قد ينجيهــــــــــــا
ألا استيقظت يا قلب وعدت النفس تهديها
لأن النفس فى لهو فكن رعدا يناديهـــــــا
فإن نادت على الدنيا فقد ذاقت مآسيهــــــــا
فما باك بكى إلا على الأخلاق ناعيهـــا
فلا تأخذ عزاء فى نفوس مات كاسيهـــــــا
يداريها حجاب من عيوب لست تحصيهــــا
إذا كانت بلا آوٍ فإن القبر يأويهــــــــــــا
وإن كانت بلا حارسْ فإن الدود يحميهــــــا
ألا استيقظت يا قلب وعدت النفس تهديهـــا
لأن النفس لا تثبت على عهد لباريها
تقول الصفح يا ربى ومنك العون يحييها
سأسعى نحو طاعات عبادات أؤديها
ولكن تخلف الوعد وتمحوه بأيديها
فتصبو مثل خنزير على الأقذار تأتيها
فما أشقاك يا قلب إذا ما كنت راعيها
ألا استيقظت يا قلب وعدت النفس تهديها
لأن النفس لو سيقت إلى الشهوات ترضيها
سقاها الكبر فى كأس شرابا راح يعميهــــا
فباتت لا ترى إلا سراب الزهو يغنيهــــــــا
فماذا لو قضت نفسى على الكبر الذى فيها
فقل ربى انا عبدكْ وذكر الله كافيهــــــــــا
ولا تنظر إلى أعلى وكن ليثا يعاديهـــــــا
وقم واعمل ولا تيأسْ ألا تفسد مساعيها
(الحلم الطائر)
أحمد الشربينى
-
أحمد الشربينىأعشق اللغة العربية والشعر والأدب والتاريخ