دولة حــــاتم - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

دولة حــــاتم

اللي ملوش خير في حاتم .. ملوش خير في مصر . !

  نشر في 13 فبراير 2016  وآخر تعديل بتاريخ 08 ديسمبر 2022 .

يُقال دائماً أن السينما تعكس الأوضاع الموجودة بالبلاد أو تتنبأ بما هو ءاتٍ وفقاً للسيناريوهات القائمة علي الساحة وبالفعل حدث ذلك في فيلم ( هي فوضي ) للكاتب ناصر عبدالرحمن وإخراج يوسف شاهين وخالد يوسف , بطولة خالد صالح القائم بدور البطل ( حاتم ) .

الفيلم يُجسِّد ثنائية رائعة عن الكبت الجنسي والقمع السياسي , ( حاتم )أمين الشرطة الذي يقطن حارة شعبية ويفرض سطوته علي الجميع , لقد جسَّد الفيلم ملحمة حيَّة .

وبإسقاط الفيلم علي الواقع نجد أن الفيلم جُملةً وتفصيلاً رسم صورة للواقع الحيّ .

لم تكن إعتداءات الشرطة قاصرة علي فئة بعينها بل طالت من هم في التصنيم الفئوي ومن هم بخارج الإطار الفئوي .

ولن أذكر أحداث من الماضي لأُبرهن علي تلك الإعتداءات فالأحداث الجارية حدِّث ولا حرج عن إعتداءات وإنتهاكات الشرطة , أقربها وأحدثها إعتداء عدد من أمناء الشرطة علي أطباء مستشفي المطرية .

نظَّم الأطباء وقفة إحتجاجية مطالبين بالثأر من أمناء الشرطة الذين قاموا بالإعتداء علي الأطباء وكالعادة تُماطل الشرطة في إتخاذ القرارات تجاه مثل القضايا وإن إتخذت قرارات تكون قرارات غير منطقية ولا تنتسب للقانون مُطلقاً , ولكن أي قانون هذا الذي ستنسب إليه قراراتها إذا كانت الدولة تسير بمبدأ القوة لا القانون .

وبين كل تلك الأحداث سيخرج صوت يندد : علينا ألا نُسيِّس الأحداث والقضايا .

إن القضية مولودة مُسيَّسة لا تحتاج لمن يُسيِّسها فقد درست في مادة الإدارة العامة أن الرئيس مسئول عن شخص مرؤوسيه وعن أفعال وقرارات مرؤوسية فبالتالي فإن ضابط الشرطة مسئول عن أمناء الشرطة ووزير الداخيلة مسئول عن ضابط الشرطة المسئول عن أمناء الشرطة ورئيس الوزاراء مسئول عن وزير الداخيلة المسئول عن ضابط الشرطة المسئول عن أمناء الشرطة , ورئيس الجمهورية مسئول عن رئيس الوزاراء المسئول عن وزير الداخلية المسئول عن ضابط الشرطة المسئول عن أمناء الشرطة , وهذه المسئولية مسئولية مزدوجة حيث الشخص وأفعاله , مُلخصاً لقولي هذا أن السُلطة الحالية بمنهجيتها هي التي أتاحت لأمين الشرطة الذي قد لا يكون تعدي المرحلة الثانوية أن يتعدي علي شخص إنكب علي المناهج الدراسية بعقمها وتخطي مرحلة تلو الأخري ليلتحق بكلية الطب ثم بعدها يُذق ويلات التعليم العالي ليتخرج بعدها ويُصبح طبيباً .

ولكي أكتم أفواه أولئك الذين سيقولون علينا ألا نضع الأمور تحت بنود المؤهلات الدراسية والدرجات العلمية أقول أنه لا يحق لأي شخص مهما كانت سلطته أن يتعدي علي حقوق وحُرمات الأفراد أياً كانوا , الأمر لا يُختصر فقط في أمناء الشرطة والأطباء بل إن الأمر يتعلق بمنظومة قهرية كاملة .

لربما يكون الأطباء القشَّة التي قصمت ظهر البعير بل يجدُر بي القول أن تلك الحادثة تُعد بمثابة الخنجر التي تلقته الشرطة في جنابها من حيث لا تحتسب فكل ما قامت به من إعتداءات كانت تضعه تحت بند محاربة الإرهاب المتمثل في ( جماعة الإخوان المسلمين ) وسواء إختلفنا أم إتفقنا علي جماعة الإخوان المسلمين يبقي التسليم بقول أن المنتمي لجماعة الإخوان في الأصل ما هو إلا إنسان له ما له وعليه ما عليه أي أن قبول إنتهاكات فرد ما لمجرد إنتمائه لتلك الجماعة يُعد إنتهاكاً لحقوق الإنسان وحتي التطرق في الحديث عن قضية ( رابعة العدوية ) لا يجب إدراجه تحت مسمي السياسة لأن الأولي في الأمر القول الإنساني لأنه لا سياسة في العالم تُعطي لأحد الحق في الإعتداء علي الإنسانية وإنتهاك حُرماتها , لن تجد الداخلية هذه المرة مخرجاً فالأمر بين الأطباء والشرطة برغم أنه من الممكن أن نسمع أقايل تُدخل الأمر في أُطر جماعة الإخوان فكل شئ ممكن في دولة الرويبضة .

يجدر بي القول أن جهاز الداخلية ينتمي إليه أغلبية تُشبه حاتم ليس مُلزماً أن يكون بحياته ( نور ) ولكن يبقي الشق السياسي واليومي يتطابق مع الأغلبية منهم ولكن أيضاً علينا أن نكون أكثر موضوعية ومصداقية في الحديث فتلك الشريحة المجتمعية ( جهاز الداخلية ) هي من الشعب المصري نفسه فبالنظر حولنا سنجد من حاتم ملايين , حاتم ليس فقط أمين الشرطة المُرتشي بل هو أيضاً الموضف عديم الضمير والمُهندس المُتكاسل والجُندي المُتقاعص والطبيب المُهمل .. الأطباء ليسوا جميعهم ملائكة فإهمال الأطباء بيِّن ولكن هذا ليس ترخيصاً للإعتداء عليهم أو عدم دعمهم في القضية .. خلاصة القول في تلك النقطة أن حاتم يستوطن نفوس الشعب المصري من أشخاص لا أخلاقيين وغيرهم أياً كانت تصنيفاتهم الفئوية ( ضابط _ مهندس _ طبيب _ سياسي _عامل .. إلخ ) ..

لن تنتهي تلك القضية علي خير للشرطة أبداً فلا مخرج لهم أو شماعة سيعلقون عليهم إنتهاكاتهم تلك المرة .

حاتم ليس مجرد بطل فيلم , حاتم بطل دولة لا تسير إلا بسطو القوة وأوامر الطاغي والمستبد , حاتم هو الحاكم الذي يسلب الأحلام من شعبه , حاتم هو الزوج القاسي والمتسلط , حاتم ليس مكانه قسم الشرطة والداخلية , لأنه ليه مؤسسة بل منهجاً .. حاتم منهج دولة , شعباً وٍسُلطة فلا تلوموا علي حاتم أمين الشرطة قبل أن تلوموا علي حاتم الذي يستوطن نفوسكم ..

تحرروا من حاتمكم قبل أن تُطالبوا بالتحرر من حاتم الشرطة ..

صدقوني إن بقينا نعزف علي هذا الوتر لن نكون سوي .. دولة حاتم 


  • 2

   نشر في 13 فبراير 2016  وآخر تعديل بتاريخ 08 ديسمبر 2022 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا