بغداد تشتكي للعراق
سميرة بيطام
نشر في 09 ديسمبر 2019 وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .
بغداد ..يا من يرتدي شعبك شوكا و دما يلف به عنق الحضارة ، أي كذب و أي ادعاء على سلالة بابل ، بدءا سأرد على من يدعي أنهم غير قابلون للتحضر ، سؤال لكم يا أقزام : من أين كان انطلاق الحضارة في العالم ؟ .
لن أجيب فأنا السائلة ، ابحثوا في الكتب و قواميس الترجمان للحضارة ، يا من كنتم تسيرون على أشلاء التخلف و رذاذ الخوف و الوهن .
فن الغاز لم يخترق جماجما باطلا ، و هنا الجواب على سؤالي السابق ، ستفهمون لماذا الجماجم تنكسر من ويل الغدر لأنها حضارة في حد ذاتها ، في ذي قار يفتك الصبر من جلاديه أسواطه ، سلو ذي قار عن معركة الفرس و العرب ، سلو كسرى أبرويز ، و كيف طلب وديعة النعمان ، هي حضارة لا أستطيع شرح تفاصيلها لطول مسلسلها ، أي شعر يقال عن الكوفة عاصمة الخلافة الإسلامية في عهد الخليفة الرابع الامام علي بن أبي طالب ، هي في تحفظها مدينة الخط الكوفي ،أليس هذه حضارة و فن ؟ ، سلو البصرة ،قلب العراق الاقتصادي ،و غيرها من مدن الامتياز و العقل المبدع .
يلتف الوجع ليقتص حقا ضائعا بإرادة وطن ،تنتفض المنطقة الخضراء مدوية لشعاع القوة العظمى في بغداد تليها صراحة العراق في الشكوى لتلبي صوت النداء ، صوتك يا عراق مسموع ، فالتكتك يجلي جرحاك و قتلاك بسرعة البرق المتحضر ، و من البساطة تصنع الحضارة سجادتها للصلاة ، شظايا النار للصدر العراقي وجاء ، فيهم الحمية بوجوه الشدة تنزع الرصاص خلف القرار لرد الهجمة المبتذلة ، وين النخوة العربية يا من تصمتون في حصار العراق العظيم ، فلسطين الجريحة تنادي وين العربي يشوف اخوانه في العراق ، كل عليهم يا حرية باطل ، هي أمك يا عراق يبرق النصر بغضبها ، هي أختك لا تريد دمع بعينيها ، هي رفيقة درب في لحنك و دمك يا بغداد ، تجمري بالرباط يا بنت النصر في هبتك ، انت الفجر في نظرتك ، صعب زلزالك يا عراق ، هبي يا بغداد في غضب و لا تقولي قلمي ليس بدخان، رح نصلي على ترابك ،نحن أهل العرض يوم الحرة تلقانا ، جئنا من شق الأرض ، جو و بحر لاقينا يا عراقي يا اصيل بصدمة دمع تنسينا أوجاعك ، أنت الزمن يا عراق ، ما لنا ساعة وقت نحتسب لجرحك ، أنت الأمل يا بغداد ، بالقلب تسلم فينا و العدو حائر منا ، يوم الحرة نادتنا ، هزي عرشك يا منارة الدنيا ، لا تحزن معاك الله يا أعظم شعب ، لا تحزن يا عراق ، بإذن الله يهون الصعب ، و خلي الجبان ما يسلموا للخوف في عز الرعب ، سكتة العرش في دفتيك لهيب من نار ، ووجنتي الطفل في موسم الحرية قالها كلمة : كيف الكرامة تصان بلا موت في فداء الأموات ما له من بديل ، فان سكت الزمان عن المظالم فان شكوى بغداد للعراق لن تسكت ، فزمان النصر لا تتدعيه أباطيل و دماء العراقيين تطارد في النواحي مجانين العار ، فذاك الصدق يسري في خطاه مادام الضمير مهرا في لواء الله و الشباب جذور عشق لوطن مضحون .
أبشر يا وطن لا تخلوه الجنان ، أعيدي يا بغداد حضارتك للعراق و قولي لمن لم يمضغوا لبان الحضارة ، بالله غنوا و لو قصيدة في حق العراق ، دندن يا بارود على مسمع المآذن و خلي صوت الآذان يرعبهم فوق الحناجر ، زلزليهم يا عراق و قولي لأمة لم تسلم من دمعة ، فينا البكاء يكفي وديان الدم و منا النصر يشبع منو طائع وطن .
هبي شكواك يا بغداد للعراق وقولي بدم الشهيد : صبر جميل و الله المستعان .
-
د.سميرة بيطاممفكرة و باحثة في القضايا الإجتماعية
التعليقات
أحسنتي . و حفظك الله دكتورة . تحياتي
مقال جميل... و مقطع أجمل.
فعلا قالوا ما قالوا عن العراق...و نسوا أنها كانت منبع الحضارة و الأخلاق.
دام المداد...و دامت العراق و بغداد...
شامنا،بيع بسوق النخاسة ..ونحن على سبعة أعظم ساجدون
الحمد لله لا زلنا نحفظ..انا لله وانا اليه راجعون