[ المسجد, الصلاة, الزكاة, القرآن, الصيام, الحج]
هي أبجديات الرؤية الإسلامية في أبسط صورها نحو العالم, أنطلقت قداحة الحضارة الإسلامية في يومها الأول لتضيئ العالم, ولم ينطفي نورها إلا حين جردت هذه المفردات من جوهرها الحقيقي, الذي يتمثل في تكاملها مجتمعتاً, حين جرد أحد ثنائيتها عن الاخر, المتمثله في المظهر الدنيوي (المادي), والبعد الروحي (القلبي).
وسبب الإنحطاط الذي تعيشة الأمة اليوم, هو أنها عمدت إلى أحد الجوانب, وغلبته على الأخر, فهي إما أن تعيش ‹‹بإسلام مجرد أفقدته روحه, أو صوفية محضة تواكلت على الغيبيات وتنتظر الخلاص ››.
وحقيقة الأمر كما يذكر على عزت بجو ڨيتش في كتابة الإسلام بين الشرق والغرب فيقول ‹‹لقد اختزلوا الإسلام إلى دين مجرد أو إلى صوفية فتدهورت أحوال المسلمين، وذلك لأن المسلمين عندما يضعف نشاطهم وعندما يهملون دورهم في هذا العالم ويتوقفون عن التفاعل معه تصبح السلطة في الدولة المسلمة عارية لا تخدم إلا نفسها، ويبدأ الدين الخامل يجر المجتمع نحو السلبية والتخلف، ويشكل الملوك والأمراء والعلماء الملحدون ورجال الكهنوت وفرق الدراويش والصوفية المغيبة، والشعراء السكارى، يشكلون جميعًا الوجه الخارجي للانشطار الداخلي الذي أصاب الإسلام››...
والسبب الحقيقي وراء عداء الغرب للإسلام, هوالتجربة المريرة التي عاشوها مع الدين, حينما كان يأخذ الحياة على شقها الصوفي الخالص متناسياً عما يسد رمق أصوات البطون الجائعة آنذاك, ومع ذلك فإن الحضارة الغربية نفسها اليوم ترتكب نفس الخطأ, فقد أهملت الروح وعمدت إلى المادة.فالإسلام وحده من يحمل الثنائية في جوهره " الروح والمادة ".
كما أن السبب الثاني الذي أغفل الغرب عن الإسلام هو أن هذه المفردات (المسجد, الصلاة, الزكاة, القرآن, الصيام, الحج), لا يوجد ما يقابلها في لغتهم, لغة وإصطلاحاً, وغياب الرؤية المتكاملة لديهم التي تشكلها هذه المفردات مجتمعتاً .
#احمدAB
-
احمد عباس الملجمينكتب لنحيا