"استفتِ قلبكَ ولو أفتوك"
من يحقّ له فتح باب الاجتهاد حقاً؟؟؟
نشر في 08 ديسمبر 2018 وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .
من المهمّ جداً
التفريقُ بينَ حقيقةِ أنّ باب الاجتهادِ في الإسلامِ مفتوحٌ وليسَ محجوراً على أحدٍ من الأمة، وبين حقيقةِ أن يؤلّفَ الإنسانُ ديناً جديداً وفقاً لهواهُ وأفكارِهِ بشعارِ "استفتِ قلبكَ ولو أفتاكَ الناسُ وأفتوك"
الاجتهادُ باب واسعٌ مفتوح، بابُ علمٍ للجميعِ كما أبوابُ الطبّ والهندسة،
لكنهُ -كما الطبّ والهندسةُ- مفتوحٌ بضوابطَ شرعيّةٍ وعلميّة، ومحدد بخصائصَ ومهاراتٍ لا بدّ لمن يخوضُ فيهِ اتمامُها والإلمامُ بها قبلَ أن يسمّيَ نفسه مجتهداً ويبدأ في إطلاقِ الأحكامِ وتحليلِ الحرام،
كيفَ لإنسانٍ لم يدرسِ التاريخ الإسلاميّ ولا سيرةَ الرسولِ أن يحكمَ في قضيّةٍ كملكِ اليمينِ والعبيدِ أو زواجِ عائشةَ مثلاً؟
كيف لإنسانٍ لم يدرس علمَ المواريثِ ولا يعرفُ من الفقهِ أكثرَ من كيفية الصلاة -هذه إذا كانت صحيحة أيضاً- أن يفتحَ بابَ اجتهادهِ في آية "وللذكر مثل حظ الأنثيين"؟!
كيف لإنسانٍ لم يدرس من اللغة سوى قواعد الهمزة المتطرفة أن ينتقدَ فهمَ حدّ السرقةِ أو حدّ الزّنا أو حدّ الردة؟؟؟
كل هذهِ الأمورِ متشابهاتٌ اختلفَ عليها علماءُ وفقهاءُ على مر التاريخِ الإسلاميّ..
ولم يقل أحدٌ أن البحثَ فيها ودراستها ونقد اجتهادِ أصحابها خطأٌ أو حرام..
لكن الحرام فعلاً أن يتصدّرَ لذاكَ الدور من هو ليس أهلاً له..
تماماً كمن يتصدّرُ لإنقاذِ شخصٍ يختنقُ دون أن يكونَ مُلماً بقواعد الإسعافِ..
لا هو أنقذَ المريض، ولا تركَ من هو أحقّ منهُ حتى ينقذه!!
-
محمد بكريأكتب لي، لنفسي، لذاتي ولروحي، ثم لكم.