لكن أبي لم يعود - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

لكن أبي لم يعود

عاد أبي ..عاد أبي من جبهةِ ألقتال عادَ لكي يروي لنا أسطورة ألرجال

  نشر في 26 غشت 2015  وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .

عاد أبي..عاد أبي من جبهةِ القتال        عادَ لكي يروي لنا أسطورة الرجال 

كانت ألمعلمة تقرؤها لنا والطلاب يرددون معها الانشودة ,لكني بقيت صامتاً ومدهوشاً مما اسمع !هل حقاً عاد أبي ؟ متى عاد؟ هل يُعقل ان تكون معلمتي كاذبة؟ لا,, لكن دموع أًمي وجزعها ذلك اليوم حينما قالوا لنا أن أبي أستشهد أيضاً لم يكن كذباً !!أصبحتُ كبحرٍ تتلاطم أمواجه الواحدة تلو الاخرى ,موجة من السعادة وموجة من ألالم ,كيف أصف شعوراً لم تخلق اللغة حروفاً بعد لوصفه ..أستبقني قلبي الى البيت ,وروحي أيضاً لم تحتمل صقيعي وانا جالس على ذلك المقعد واستمع للجميع يرددون.فبقيت جسداً مجوف وخاوي أنتضر انتهاء الحصص المدرسية لأعود راكضاً اليه كما كنت في السابق ,, أنتضرت طويلاً حتى مرت جميع الفصول وأنا جالس فكل حصة اصبحت فصلاً من فصول السنة الى ان انتهى بي الامر واقفا ً عند الباب ,, الباب الذي وقفت انظر الى ابي اخر مرةٍ عندما رحل ,لم يتغير الباب ولم يتغير المنزل ,لكن طقس حياتي بعده قد تغير ,فلعل النسيم يهب علي اليوم ويعود طقسي كما كان ,بكفين صغيرين ارتجفا خوفاً طرقت الباب ,بخوف تارة وبأملٍ تارةً أخرى , هل سيفتح لي الباب كما عهدته ؟ سيسألني عن يومي وماذا فعلت ؟ بقيت أرسم ملامحه على كل شيء حولي ..وأخيراً فُتح الباب وتلاشت ملامح أبي بعيداً أبتلعها الرياح ,حينها رأيت أمي من فتحت لي الباب قبل ان احييها سألتها عن والدي :هل حقاً عاد؟ تركتها وذهبت مسرعاً أفتش داخل المنزل ركناً ركناً ,,أبحث عن رائحته ..مكتبته كما هي , صورته المتوشحة بالسواد أيضاً هنا, كل شيء لايزال في مكانه ..ألا مكان ابي كان خالياً , أرتمت عليّ جميع الخيبات دفعة واحدة ,أُمي سألتني بأستغراب: هل انت بخير بُنيّ ؟ سألتها ان كان قد عاد أبي ,, تنهدت وارتمت عليّ بحزن وقالت :بنيّ أبوك لم يعود بعد, عليك أن تشعر بالفخر أن والدك ينتضرنا هناك في العالم الاخر ,في الجنان نحن من علينا الذهاب أليه ..لكننا يجب ان نسير على أثره لنجده هناك .. أمسكت كتابي ولُمتُه حتى عذبتهُ في ايلامي اليه ,,فأحسسته يعتذر اليّ ..تمردت على ذلك الكتاب وعلى معلمتي فلم أقرأ تلك القصيدة البكماء ,,ولم انهِ فرضي لأول مرة وعندما حلّ يومي التالي ذهبت الى مدرستي ,,أذ انيّ لم اكن وحيداً البارحة لأن قليلاً من زملائي كانوا قد أنهوا فرضهم المدرسي أما حزني ونزيف قلبي كان يرتسم على ملامح ألاخرين ,,علمت أني لم اكن وحيداً بحزني ولم أكن انا فقط من تألم فهناك الكثير , قليلاً من الخيبة كان يجمعنا وكثيرأ من الفخر فوالدي ووالدهم قد أصبحوا نجوماً تضيء ألى عالمنا من العالم ألاخر وأصبحوا حروفاً خالدة تضاف ألى ابجدية النضال وقاموس الرجال لقد أخطأت فأبي لم يرحل ليعود 



   نشر في 26 غشت 2015  وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم













عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا