مهلاً.. لم أعد أنا! ٢
" هذه الدنيا معتركٌ كبير، و هذه الأرض كيف تجمع أنجاسها بأطهرها... سأقوم بتطهير الأرض منك و مني... يا حبيبتي! "
نشر في 11 ديسمبر 2017 وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .
أسقط السكين من يده. انحنى و ركع على ركبتيه و دعا الله أن يخلصه من هذا العالم.
و لما اقتربت منه بروية حتى تسحب السكين أولاً فتخفيها عن ناظريه و ثانياً لتعانقه بادرها هو بالصراخ.
- هل تريدين الموت يا فتاة؟ هذا فراق بيني و بينك ارحلي عني...
- كيف يترك الحبيب محبوبه؟
- أنا لم أحبك. لم افعل ابدا. لقد كنت شهوتي الدونية الحقيرة لا اكثر و لا اقل... و احد الخطايا التي اثقلت صحفي و ملأت قلبي قسوة...
- دعنا نتب سوياً.
- إذا كنت تصرين... فعلينا ان نتطهر.
- إذاً فلنتطهر...
- اعطني يداك.
تقترب منه في حذر..
تعرف انه منتشٍ بما ابتلعه من مخدرات.
- "شو كانت حلوة الليالي، و القمر يبقى ناطرنا "
تشغل أغنية فيروز... تنظر إلى عينيه مباشرة...
لقد كانت تعرف نقاط ضعفه عندما ينتشي و كانت هذه الاغنيه إحداها...
ينسى كل شيء...
تأخذ السكين و تلقي بها حيث لا تطالها يد.
تجلس على ركبتيها و تضمه إلى صدرها. تحدثه عن حكايا العالم الآخر...ًحيث لا شر و لا معاصي و لا وجع...
تحدثه عن الغفران و عن الله و عن تحقق الأمنيات...
- لماذا تتمسكين بي بشدة؟
- لانني احببتك بصدق.
- فلنمت سوياً إذاً...
- ما الذي تريده من الموت؟
- الراحة !!
- أي راحة تتحدث عنها و نحن أحوج ما نكون إلى عمر وحياة نتوب و نتطهر فيها من خطايانا حتى يرضى الله عنا...
- متى تقوم القيامة؟ أ لا ترين وضع البلاد؟
كيف نعيش؟ من اين اعيلك؟ من سيحقق مطالب مواطن مثلي...
- مثلنا مثل غيرنا...
- اصمتي. كلكن يا معشر النساء أول من يقلن هذا و ثم بعد الزواج تبدأن بالمقارنات و المزايدات فتردن ذهباً و عشاءً خارج المنزل و تردن ملابساً و بيتاً أجمل من ذلك الذي تملكه صديقتك و تبدأن بالثرثرات التافهه عن المصاريف... لن تقاومي معي...
لن تحاربي....
- و اذا حاربت؟!
- سنموت من القهر و الحسرة...
- ماذا تريدنا أن نفعل إذاً؟
- أريدُ ان اكون ناراً تشعلك ثورة فنقيمها معاً و نغير حال الوطن...
- الوطن!! هه أضحكتني...
- حيث يمكنني النوم مرتاح البال.
-.....
- ثورة تشعل حماسي...
- و ثم يا عزيزي.... و ثم...
- و ثم لا يتغير شيء، لان الشعوب جاهله و انا منهم جاهلٌ اعاني البطالة و الفساد...
- دعنا نتطهر أولا و نغير أنفسنا حينها دعنا نغير العالم و ان لم يتغير، دعنا نفعل ما يمليه عليه ضميرنا... و لكن حدثني عن الوطن الذي تريده؟
- أريد وطناً يحفظ حقوق امرأة توفى زوجها فلا يهينها و يحترمها و يحقق لها ما تستغني به عن الناس و الذل، أريد وطناً يرد حق المظلوم و يعوضه عن فقده و يراعي ظرفه و يعطف على الايتام
أريد وطناً يعطيني نصيبي من الطعام و لا يتركني أموت بمرضٍ عضال و وطناً يدعم فيه المواطنون بعضهم بعضاً فلا ينظرون للمطلقة بعين التقليل و الاستحقار... أريد وطناً يقدر جهودي و عملي وٍلا يعطي من انا احق منهم مراكزاً لا يستحقونها...
أريد وطناً أتغنى بنشيده و ملء قلبي الفخر و العزة.
- وٍماذا أيضا...
- حيث يمكنني ان اتزوج بحبيبتي، و لا اتجرع انا و هي مر الصبر...
- و هذا يا عزيزي ضربٌ من الخيال...
أمسك بقطعة من كوب القهوة الذي كُسر و غرسها في عنقها ثم قطع شرايينه... فهذه الأرض كيف تجمع انجاسها بأطهرها و عليه أن يقوم بتحرير ذاته و تحريرها....
-
آيــآشخصٌ يحتضن ذاته برفق ~ مهتمة بالفنون ككل و بالكتابة.