التعصب الرياضي
هذا الوباء الذي افتك بمجتمعنا وغزا عقول شبابنا بل وتطور الامر الى ان زُرع في نفوس اطفالنا وما كانت عواقبه عليهم الا عواقب سوء ونكال شر فسبب هذا التعصب والاحتقان اصبح القذف والشتم من ركائز النقاش الرياضي وانه مسموح بها كونها تندرج تحت مسمى الدفاع عن النادي ومنجزاته وتاريخه هذا الدفاع اصلا لا يورد الا الفرقه والتخاصم والتحاكم والعداوه بين المسلمين بسبب جلده تتراكلها ١١ قدم داخل مستطيل اخضر ..! ناهيك عن كون هذا الامر يُعتبر مخالفه شرعيه لان سباب المسلم فسوق في معنى حديث صحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم وعنيت الشريعه ايضا بتماسك الصف ووحدته بين المسلمين ولكن التعصب يلقي بذلك عرض الحائط ويزرع الفتنه والبغضاء في أنفس شبابنا الى ان تصبح الامور شخصيةً ( بحت ) بل وتصل لدافع القتل والتعرض للأهل بإلحاق الأضرار الجسديه والتشويهات الخلقيه بهم . يا ترى من خلف كل هذا ؟ هل هم النقّاد والمحللين الذي غزو القنوات الرياضيه طوال فترة المساء والى ساعات الصباح الاولى يتخاصمون كالصبيه على امر تافه بل ويضطر المذيع احيانا للخروج الى فاصل إعلاني لحين انتهاء المهزله التي نشبت بين الضيوف دفاعا عن فريق في كرة قدم لن يعطيك شي من مال أو بنون او اجر او حتى عمل صالح ام ان الخلل من الشباب انفسهم وذلك بان عقولهم صوّرت لهم الحقيقه الكذبيه التي تقتضي بان الدفاع الحقيقي الجهري عن الفريق يكون بشخصنة المواضيع والتطاول على الاعراض ...! حتى ( الطقطقه ) لم تعد تنحصر على معناها بل هي سبب رئيسي لحدوث التعصب وتبادل الشتائم وطريق ممهد لهذا الفعل المشين ويظهر ذلك جلّيا في مواقع التواصل . كثير من قرارات رئاسة رعاية الشباب خرجت بالقضاء على هذه الظاهره بعدّة اساليب وطرق وللأسف نحن ما نرى منها الا التكاثر بدون وجود اي رادع فما الحل ؟ ومن المسؤول ؟ انا لا اعرف من هو المسؤول الذي بسببه وبسبب قراراته لم يتورع الشباب وصنف المشجعين المتعصبين بالأخص عن هذا الفعل الشنيع فلو أوجد أسلوب قوي ومقنع لهم ما حدث هذا الامر ولو شرّع رادع لحسبوا للكلمه الف حساب قبل التفوّه بها . ولكن انا عندي الحل وليس الحل الجذري الذي سيقسم ظهر هذه الظاهره بشكل كامل ولكن راي وحل ناتج عن حريه شخصيه وتوجه خاص والحل يكون بتقوية الرابط الديني مع الله ومراقبته وتذكر ان هناك ملكان يقف احدهما على الكتف الأيسر والآخر على الأيمن مسجلان بذلك كل حسنه وسيئه تقوم بها اما فاعلا او قائلا واعتبار كرة القدم رياضه ترفيهيه مهمتها لا تتعدى الترويح عن النفس والخروج من ضغوطات الحياه ومسؤولياتها ويجب على من يريد الإقلاع عن هذا الامر الذي زرع في نفسه وشوهها ان يعدد الاهتمامات في حياته وينوع اماكن تجمعاته بحيث لا تقتصر على المقاهي والاستراحات أمام شاشات التلفاز برفقة الأصحاب الذين يكونون غالبا اصحاب سوء لانهم لو كانوا أخيار لاخذوا بناصيتك لطريق الصلاح والهدى من هذا الامر الذي يعود ضرره عليك كفرد وعلى المجتمع ككل ، بل يجب عليك ان تجعل اماكن تجمعك في صلة الأرحام ومع الاهل متبادلين الأحاديث الوديه وتكون في رحلات الى البر والبحر بعيدا عن التكنولوجيا وكل ما يشغل البال
واخيرا وليس آخراً هذا لن ياتي من فراغ هذا ياتي بعزيمه وإصرار ورغبه من الداخل على ان تقلع عن التعصب الذي زرع بداخلك وافتك بنفسك وارهقها وقلب مزاجك واصبح يسيرك كيفما شاء لا كيفما شئت وهذا كله لا يعتبر مثاليه اخي القارئ بل هذا يعتبر تصحيح الى الافضل ويعتبر نضج ورشد عقلي انك استشعرت ندمك وعلمت أنك على خطا فقررت بذلك تحسين نفسك وإنهاء ماقد شابها لانها لها الحق عليك ..... انتهى
-
فارس الغامديطالب علم ، شغوف بتحقيق طموحه ، ينظر للحياه بايجابيه كبيره ، أؤمن بان عدم تعقيد الامور يسهل العيش . لا ثقه الا بالله والام والاب