الترياق الناجع للقضاء على الفقر ومحاربة الفساد - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

الترياق الناجع للقضاء على الفقر ومحاربة الفساد

رحلة شيقة في آفاق بناء ونقل وتشارك المعرفة

  نشر في 06 ديسمبر 2020  وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .

الترياق هو عنوان الأسبوع الخامس في المساق التدريبي عن بعد "الشفافية والمساءلة والمشاركة" والذي يعقده معهد الفضاء المدني عبر منصة التعلم سكولوجي وعلى مدى ثمانية أسابيع متعاقبة للفترة مابين 26 أكتوبر وحتى 20ديسمبر 2020،ويشارك في المساق نخبة متميزة من الرواد والرائدات من عدد من الدول الناطقة بالعربية ويمثلون طيفا واسعا من النشطاء والإعلاميين ،والاكاديميين وأصحاب الاهتمام مضيفين بنقاشاتهم وتفاعلهم المزيد من متعة بناء ونقل وتشارك المعرفة .

اخترت عنووان الترياق كمحاولة مني للكتابة بشكل مختلف عن ماهومعتاد حين يتعلق الامر بالحديث عن الفساد والفقر ،إذ نتأثر بما نعيشه ونراه ونلامسه في واقعنا فنسهب في الحديث عن مظاهر الفقر والمعاناة ومظاهر الفساد واشكاله ومدى تجذره في مجتمعاتنا ثم مايلبث الكثير منا ان يصب جام غضبه ويربط كل المرارات والواقع البائس بكبار المسؤولين والنخب الحاكمة والمقربين منهم ،ولست هنا في مقام التقليل من شأن مايرونه إذ قد يكون معهم كل الحق والصواب ولكني اريد الانتقال الى مرحلة تالية وهي مرحلة استكشاف آفاق الحل مستفيدا من مقررات ونقاشات المساق التدريبي المشار اليه أعلاه .

نقطة البداية :

كان الأسبوع الأول استهلالا رائعا ساعد المشاركين من خلال أسئلة المناقشات وفيديوهات مرئية على ممارسة التفكير الناقد والاستعداد لفهم مضامين المساق والبدء في رحلة البحث عن الحلول من خلال البحث في القاموس عن مرادفات كلمة تروي وهي اول مراحل تركيب او صنع او تطوير الترياق للقضاء على الفقر والحد من الفساد وتعزيز المشاركة وتحقيق اهم مقاصد اهداف التنمية المستدامة ،وقد تضمن الأسبوع الأول مقاطع فيديو قصيرة وممتعة تعددت مغازيها لكن اهم مغزى فيها ركز على دور التنشئة الاسرية والبيئة المحيطة في بناء شخصية الفرد إذ تشكل القدوة الحسنة على مستوى الاسرة احد المركبات والمواد الأولية للوصول الى صنع الترياق السحري الذي يقود الى تحقيق المساءلة وتعزيز الشفافية وتدعيم ركائز الحكم الرشيد الذي تتحقق بفضله التنمية المستدامة ويقضى من خلالها على الفقر والفساد .

المحطة التالية (الاستحقاق )

حان الدور في هذه المحطة لفهم احد الأسباب الرئيسية التي تتسبب في شيوع الاستبداد والغطرسة ومايرافقها من مظاهر الفقر والظلم وغياب العدالة فتحديد الأسباب اول الخطوات في عملية إيجاد العلاج ،وتضمنت المواد المرئية والمقروءة عددا من الفيديوهات والمقالات المختارة للتعريف بمفهوم الاستحقاق والآثار الكارثية التي يجنيها المجتمع من غطرسة الاستحقاق ،وتم تعزيز الأفكار المضامين والأفكار محل النقاش والدراسة باختيار موفق لشخصية من تراثنا العربي والإسلامي وهو الخليفة عمر بن عبدالعزيز وسنتناول فيما يلي ابرز المضامين التي تم تناولها في هذا الشأن :

مفهوم غطرسة الاستحقاق

ماذا يقصد بالإستحقاق :

الاستحقاق لغةً: طلب الحق، أمّا الاستحقاق اصطلاحًا: "رفع مِلْك شيء بثبوت مِلْكٍ قبله"، وهو مشتق من الحق ، والاستفعال لغة : طلب الفعل ، كالاستسقاء لطلب السقي ، والاستفهام لطلب الفهم ، فالاستحقاق طلب الحق.

والاستحقاق يمكن تعريقه أيضا بأنه شعور عميق بأنك مؤهل للشيء الذي ترغب فيه، وهذا التأهيل يجعلك تنتقل لمرحلة الإستعداد مما يسهل لك ترتيب أحداث وظروف للوصول لما تريد بشكل أسرع وبطريق الخير،

ويعرف مجموعة من الباحثين الاستحقاق على أنه «الشعور الطاغي بأن المرء يستحق أكثر، ويحق له أكثر من غيره» ، بينما ينظر له آخرون على أنه إحدى سمات النرجسية، تحديدًا: توقع الحصول على إمتيازات خاصة دونًا عن الغير ، أما الرابطة الأمريكية للطب النفسي فتعرف الشعور بالاستحقاق بأنه توقع محاباة أو معاملة خاصة دون تحمل مسؤوليات متبادلة .

غطرسة الاستحقاق :

الغطرسة تعني الفخر أو العنجهية المتطرفة،وغالبًا ما تشير الغطرسة إلى فقد التواصل مع الواقع والمغالاة في تقدير كفاءات أو قدرات الشخص الخاصة، خصوصًا عندما يكون الشخص الذي يعاني من هذه العادة صاحب سلطة، والصفة من هذا الاسم الغطرسة هي "متغطرس".

يمكن تعريف غطرسة الاستحقاق بأنها مفهوم مركب للغطرسة والاستحقاق، وهي بذلك تعني التحريف والتزوير في الصفات والاسس الدالة على الاستحقاق.

العلاقة بين غطرسة الاستحقاق وانتشار الفساد

هناك العديد من العوامل التي تؤثر في الفرد او الجماعات وتتسبب في تشكيل شخصيته وانتهاج سلوك انتهازي يقود الى تغليب المصلحة الشخصية او الفئوية دون وجه حق على المصلحة العامة ، وتشير بعض الدراسات ان هناك شخصيات وجماعات لديها حس استحقاق عالٍ، يجعلها تعتقد أنها تستحق الاستئثار بالامتيازات والثروات،وأفضل الفرص الوظيفية والرواتب المرتفعة لا لأنها تملك المؤهلات والخبرات المطلوبة بل لأنها تحمل جنسية معينة أو تنحدر من منطقة جغرافية معينة او تنتمي لنسب معين او بسبب قربهم من المتربعين على عروش السلطة او غير ذلك من الاعتبارات الأخرى ،كما يساهم المال والثراء وتوقعات الناس في شيوع سلوك العجرفة والتكبر وعادة مايميل الناس الأكثر ثراء بصورة اكبر الى الانتهازية وانتهاك القانون فعلى سبيل المثال في الولايات المتحدة الامريكية يتسم الأثرياء على الاغلب بعدم احترام قانون المرور فيما يتعلق بإتاحة الفرصة للمشاة للعبور في المربعات المخخصصة لهم، بل ان الامر المعتاد ان من يقودون سيارات فارهة واغلى لايبدون أي احترام لحق المشاة في العبور وفي المقابل كلما كانت السيارات والمركبات ارخص كلما كان الالتزام اكثر بل كان التزاما تاما ،والمفارقة بأن المشاة انفسهم يدركون ذلك ويتقبلونه وهذا مايؤكد ان تصرفات الافراد تتأثر كثيرا بما يتوقعه الناس المحيطين بهم منهم .

الشخصیة لیست ثابتة بل متغیرة، فلیس ھناك شخصیة واحدة وھذا ما أطلق علیه سولیفان مصطلح "وھم الفردیة"؛ أي أن ھناك شخصیات كثیرة لدى الفرد بحسب طبیعة العلاقات البین شخصیة (العلاقات مع من لھم أھمیة سیكولوجیة للفرد) ودرجة تأثیرھا، وھذا ما یفسر وجود تقییمات مختلفة لنفس الفرد من قبل المجتمع، فقد یكون طیبا في نظر البعض وقاسیا في نظر البعض الآخر، نشیطا وكسولا، معطاء وأنانیا، أي أن الفرد قد یسلك سلوكا مختلفا في بیئات مختلفة ومع أشخاص مختلفین لذلك بعض التغییرات في الحیاة مؤثرة في الشخصیة ومنھا مكان السكن، والمدرسة، والعلاقات الشخصیة الجدیدة والأصدقاء، والتخصص الدراسي وطبیعة العمل والخبرات الجدیدة.

بناء على ماتقدم يمكن القول بان الفساد هو احد المظاهر السلوكية المرتبطة بغطرسة الاستحقاق ونتيجة من نتائجها وليس مستغربا ان يتلازم انتشار الفساد مع مظاهرأخرى كالاستبداد،وانعدام المساواة ،وغياب العدالة واختلال منظومة القيم لدى المجتمع فكلها عوامل تغذي بعضها وفي تراثنا العربي الإسلامي الكثير من القصص التي يمكن ان تساعدنا في فهم العلاقة بين غطرسة الاستحقاق المرتبطة بعوامل عدة منها كما اسلفنا الثقافة السائدة والتنشئة الاسرية والبيئة المحيطة التي يعيش فيها الشخص الفاسد او المتغطرس، وليس فقط الشخص بل يمكن ان يتعدى ذلك الى فئات وجماعات بأسرها فينعكس ذلك على هشاشة الدول وانتشار الفقر وتراجعها الحضاري ونشوب النزاعات والحروب الى غير ذلك من الآثار المدمرة،قال الحسن البصري رحمه الله: "تولّى الحجاج العراق وهو عاقل كيّس، فما زال الناس يمدحونه حتى صار أحمق طائشاً سفيهاً". إن الإفراط في المدح والتزلف للحكام والتملق للسلاطين من البطانة وأهل الولاء هو مُضِرٌّ بأحوال الحكم والسياسة، لأنه يحجب عنهم حقيقة الواقع ومعاناة الرعية، كما أنه مَدْعَاةٌ لتجبرهم وجبنهم وغطرستهم. والناظر في صفحات التأريخ الإسلامي والعربي يلاحظ أن هذه العادة كانت تنتشر زَمَنَ ولّاةِ السوء والفساد وتقل أو تنعدم إبّان ولاية العدل والورع، وخير مثال على ذلك عهد حكم الخليفة عمر بن عبد العزيز احد خلفاء بني امية والذي حكم مايقارب العامين شهدت فيهما الامة نقلة نوعية قضي فيها على الفقر وغابت فيها مظاهر التمييز بناء على النسب ،وتبديد المال العام على الحاشية والمقربين كما كان سائدا في عهد من سبقه من حكام بني امية، وهي تجربة حرية بأن يتم الوقوف عندها واستقاء الدروس والعبر منها ،إذ كانت نشأته في نفس البيئة التي نشأ فيها أقرانه من امراء بني امية غير أن اباه اختار للإشراف على تربيته مؤدبين من اشهر الفقهاء الثقاة في المدينة علاوة على ان امه هي حفيدة امير المؤمنين عمر بن الخطاب الذي عرف عنه العدل والورع ويضرب به المثل في ذلك .

تاملات في مضامين المساق وسيرة عمر بن عبدالعزيز

وخلال رحلة بناء وتشارك المعرفة في هذا المساق استمر تعزيز الأفكار والمضامين المطروحة من خلال اختيارات موفقة لمواد مرئية وملفات قراءة تناولت تجارب إنسانية رائدة من العصر الراهن ومن دول مختلفة حول العالم وكذلك مواد توضيحية عن اهم اهداف التنمية المستدامة ومقاصدها وعلى رأسها هدف القضاء على الفقر وهدف السلام والعدل وبناء المؤسسات القوية علاوة على الربط الاحترافي بين هذه المواد المختارة مع جوانب من حياة عمر بن عبدالعزيز خلال توليه الخلافة .

سبق وتناولنا علاقة غطرسة الاستحقاق بالفساد واسقطنا مثال حياة بني عمومة الخليفة عمر بن عبدالعزيز كنموذج لمفهوم غطرسة الاستحقاق ،إذ استأثروا باموال الخزينة العامة ومعهم المقربين منهم والحاشية المرتبطة بهم ومارس المقربون منهم والولاة المعينين من قبلهم صورا شتى من الظلم والغطرسة وكانوا يعتبرون انفسهم ضد المساءلة وبانهم احق بالاعطيات وبالمال العام وآثروا مصالحهم الخاصة على مصلحة عامة المسلمين واسرفوا في تبديد الأموال على مظاهر الرفاهية وتزيين وتأثيث القصور والمراكب وعلى مجالس الطرب والشعر وغير ذلك من مظاهر الإسراف ،فكانت النتيجة ازدياد رقعة الفقر وزيادة مظاهر الاستبداد والظلم وطغت مظاهر المديح والنفاق والمحاباة والنفاق على حساب كلمة الحق والمساءلة وقيم العدل والمساواة الى ان تولى عمر بن عبدالعزيز الخلافة فقلب الدنيا وتمكن خلال عامين من القضاء على الفقر حتى ان عمال توزيع الزكاة لم يجدوا فقيرا يعطونه منها فقال لهم عمر ابحثو عن كل مديون معسر فاقضوا عنه ففعلوا ،ثم قال لهم ابحثوا عن كل عبد فاشتروه واعتقوه ففعلو ثم قال لهم ابحثوا عن كل شاب يريد الزواج فزوجوه ففعلوا ولازال بيت المال مليئ بالمال واستمر في توجيههم لمنح كل ذي حاجة بمن فيهم غير المسلمين ليلبوا حاجتهم، (كل تلك المصارف هي اشبه مايمكن ان نسمية اليوم بالرعاية الاجتماعية والضمان الاجتماعي) وصولا الى قوله انثروا القمح على رؤوس الجبال حتى لايقال جاع طير في بلاد المسلمين !

وقد كان من بين المطلوب في احدى المناقشات الأسبوعية تحديد أسباب زيادة الإيرادات في عهد الخليفة عمر بن عبدالعزيز استنادا الى مواد ومقررات المساق والتي تضمنت مقاربات وتجارب عصرية في مجال الحكم الرشيد والقضاء على الفقر ومحاربة الفساد فتضمنت مداخلات الرواد والرائدات ونقاشاتهم ومثلها بقية المناقشات والمهام طيلة المساق إضافات قيمة وخلاصات رائعة يمكن الاسترشاد بها من قبل النشطاء والحكومات ومختلف الفاعلين في مجال الحكم الرشيد والقضاء على الفقر ومن ابرز ماتناولته المداخلات والنقاشات للإجابة على التساؤل أعلاه اختار لكم مايلي :

• ترشيد النفقات حيث تخلى عن كل مظاهر البذخ والانفاق الغير مسؤول سواء مايتعلق بتجهيز وتأثيث قصر الخلافة ورفض مواكب الخلافة كما كان الامر معتادا واكتفى ببغلته وببيته سكنا وباجر شهري ضئيل جعله يعيش حياة التقشف اكثر من سائر الرعية ،وبيع المراكب والاثاث المرصع بالجواهر لصالح خزينة الدولة ،وتشديده على ولاة الولايات ترشيد النفقات ومن ذلك استخدام القلم الرفيع في المراسلات والحرص على الايجاز لتوفير استخدام الورق وقس على ذلك .

• التركيز على استصلاح الاراضي الزراعية المملوكة للدولة وتمليكها للرعية لاستثمارها مقابل حصة يدفعونها للدولة تتناسب مع طبيعة هذه الاراضي وعائداتها ،بل تمليك الاراضي التي لاتستغل ولا يرجى منها عائد كبير للرعية دون مقابل -الاهم هو استثمارها -والتشديد على تحصيل ايرادات الزكاة بفعالية اكبر ووفقا لمقاييس مع فترة خلافة عمر بن الخطاب التي اتسمت بالعدل والنزاهة .

• القيام بعزل الولاة الفاسدين ومحاسبتهم واستعادة الاموال العامة المنهوبة او المكتسبة بشكل غير مشروع بدءا بزوجته ثم بني عمومته ومنع الاعطيات التي كانت تقدم لامراء واقارب بني امية والمقربين منهم .

• حينما جسد القدوة في النزاهة وعيش حياة بسيطة كانت اقرب الى حياة الشظف والتقشف ورد المظالم لأصحابها واستعاد الأموال التي تمت حيازتها بغير وجه حق بما في ذلك حلي زوجته وما استأثر به بني عمومته الى بيت المال ،وتولية من عرف عنهم الاستقامة والصلاح ،كانت الاستجابة من عموم الناس عالية بل وكاملة فبادركل من تتوجب عليه الزكاة لتسليم مايجب عليه لبيت مال المسلمين ولو كانت أموال مكتسبة غير ظاهرة ،وامتنع المحتاجين عن أخذ اكثر من حاجتهم ،فسادت القناعة والفضيلة والنزاهة في المجتمع ،وعند هذه النقطة بالذات اتوقف لأذكركم عن حديثي بداية المقال عن الترياق الناجع للقضاء على الفقر والحرب على الفساد –الترياق هنا تشبيها بعلاج هو مزيج مركب من مواد عدة ابرزها نزاهة الحاكم والمحكوم .

وقبل ان اختم مقالي اود الإشارة الى ان المساق حفل بالكثير من المواد الني توضح مفاهيم الشفافية والمساءلة والمشاركة ودور هذه المتطلبات في إرساء دعائم الحكم الرشيد والقضاء على الفساد وتحقيق السلام والعدل وبناء المؤسسات القوية التي تضمن حياة كريمة لكل المواطنين وبيئة مشاركة لايهمش ولايظلم فيها أحد وتجنبا للإطالة سأكتفي بخلاصات محدودة عن هذه المفاهيم :

لامعنى للشفافية دون وجود اطر تشريعية وأليات تنفيذية للمساءلة واتسام المسؤولين بالنزاهة .ومن المعلوم بالضرورة أن الحكم الرشيد الذي تمثل الشفافية والمساءلة احد اهم ادواته وسماته لايمكن تحقيقه دون وجود عدالة اجتماعية ومشاركة مجتمعية عادلة لكل فئات المجتمع وتمتع كل فرد بالتقدير والاعتراف الاجتماعي وغياب كل مظاهر التمييز والاقصاء على اساس الجنس او المعتقد او العرق او الانتماء الجغرافي او اي شكل من اشكال التمييز ،كما أن نزاهة القضاء وسيادة القانون على الجميع امر جوهري لايستقيم حال اي دولة بدونه،كما أن المساءلة لايمكن ان تؤتي اكلها مالم تكن مرتبطة بالتزام اخلاقي متبادل بين الحاكم والمحكوم ،وأخيرا وليس آخرا التغيير المنشود الذي يحقق التنمية المستدامة والعدالة الاجتماعية والعيش الكريم لجميع البشر ليس سهل المنال ولكنه ليس مستحيلا في ذات الوقت ،ويتطلب تعاونا دوليا والتزاما اخلاقيا من جميع الدول وتهيئة السبل امام تمكين كل المجتمعات ونبذ كل اشكال الجشع والاستغلال القذر للقوة للهيمنة والسيطرة على مصائر ومقدرات الدول والمجتمعات الفقيرة وضرورة إدراك مدى حاجة البشرية حاليا اكثر من اي وقت مضى الى قيادات تتحدى المصاعب وتتحلى بالاخلاق والقيم وتؤمن بحق كل البشر في الحياة الكريمة وحق الاجيال الحالية والقادمة في بيئة مستدامة ونظيفة واستخدام مسؤول للموارد الطبيعية .

وختاما اترك لكم اعزائي القراء الباب مشرعا لاستخلاص المزيد من المواد الأولية للترياق الناجع للقضاء على الفقر ومحاربة الفساد وتعزيز مفعوله بإالتفكيرالناقد واستقاء العبر والدروس من التجارب الانسانية في كل مكان وزمان فالحكمة ضالة المؤمن كما قيل.

                                                                       رائد الفضاء المدني /ياسر سلطان الصلوي

                                                                                    الجمهورية اليمنية 



  • ياسر سلطان عبد الغني الصلوي
    عضو نقابي ومهتم بالعمل الحقوقي والإنساني . مهتم بالتدريب والتنمية البشرية وحائز على عدة شهادات في تدريب المدربين .مهتم بقضايا التنمية والشأن العام والمناصرة . المؤهل الجامعي :بكالوريوس لغة انجليزية -كلية اللغات /جامعة ...
   نشر في 06 ديسمبر 2020  وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم













عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا