توصف بأنها أكثر المخلوقات ابتكارًا، فهي ذكية جدًا والسبب الرئيسي في ذلك ذاكرتها القوية. ولكن فيما تتمثل قوة ذاكرتها؟ تعرف الفيلة كل عضو في فصيلتها، كما تستطيع تمييز حتى ٣٠ صديقًا من الرؤية فقط أو الرائحة، وهذا بالتأكيد يساعدها على التصدى للمؤذيين. كما تسطيع أن تتذكر أماكن كثيرة زارتها من قبل وحتى بعد مرور فترة كبيرة على ذلك. وهذا أيضًا ما يمكِّنها من تمييز مناطق الخطر.
ولكن المدهش أكثر هي ذاكرتها المتعلقة بالإنسان أو الفصائل الأخرى التي ساعدتها، حيث تتعرف الفيلة على الإنسان الذي ربط معها حتى بعد عقود طويل، وهذا يفسر اعتبارنا الفيلة أكبر دماغ في الثدييات. ولوصفه من الداخل، حصين (Happocampus) وهو المسؤول عن ترميز المعلومات طويلة الأمد، وقشرة دماغية (Cerebral cortex) بالإضافة إلى بعض الخلايا العصبية.
وتفسير التصرفات الذكية لم يكن صعبًا، فما هي إلا مزيج هائل بين تلك الذاكرة وقدرتها على إيجاد الحلول، وأيضًا لقدرتها على التواصل بواسطة كل وأي شيء، الإشارات والأصوات وكذلك الرموز.
وللفيَلة قدرة على تقدير الفن، الألوان مثلًا وكذلك تتعرف على ١٢ نغمة موسيقة، كما تستطيع إعادة استخدامهم لخلق ألحان جديدة، ما هذا الجمال؟ هل هناك حيوان جميل هكذا من كل الاتجاهات؟ دعني أكمل..
بالإضافة إلى ذكائها وذاكرتها القوية، تأتي الأكثر روعة من بين هذا كله وهي قدرتها على التعاطف والعدل والايثار، تعرف ذلك؟ ربما لا تعرف أنها الحيوانات غير البشرية الوحيدة التي ستقيم حدادًا وطقوسًا للدفن عن موت أحدهم كما أنها تعود لزيارة القبور.
وإجابة على سؤالك، وأيضًا لأنه لابد من قليل من الشر، رغم أنني لا أعتبره شرًا، ولكن قد تهاجم الفيلة مدينة كاملة عند اصطياد الإنسان أحد أفرادها، كنوع من أنواع الانتقام. وأنت بالتأكيد تستحق ذلك، فبعد هذا كله ماذا تفعل؟ وماذا عن معاملتك لهم وخاصةً في آسيا وأفريقيا؟
-
فؤاد ياسر عامرطالب بكلية طب عين شمس، أهتم بالفنون والآداب، كما أؤمن بأن العلم هو الطريق الوحيد نحو التغيير.