ابتلينا في هذه الأزمنة أخياتي بدعاوى تحرير المرأة

فأصبح يومنا لايخلو من رؤية أو قراءة شيء يدعو إلى ذلك أو يهون من أمر الاختلاط والمحادثة بين الجنسين بالعامي (ميانة)

وإني لأفخر كثيرا عندما أجد ثلة ليست بالقليلة بل هي الأكثر من النساء والفتيات يرفضن هذا التوجه الخبيث ويعلمون مدى أبعاده ومآلاته

فيرفضن الاختلاط وطول المحادثة من غير حاجة أو التحدث بأسلوب رقيق أو ما أشبه ذلك من الأمور التي لاتمت للمسلمة العفيفة بصلة فالمسلمة يكسوها الحياء ويغشاها الأدب

فلك الحمد ربي كثيرا طيبا فالوعي باقٍ والنساء شامخات لايرضين بالدون

ومع هذا فهناك إناث قصرت عقولهن وخلعن جلباب الحياء عن قلوبهن فلا تجد أدنى مشكلة من الحديث المتمايع مع الرجال و إرسال الضحكات والفيسات والقلوب وغيرها لهم

وليس حديثي هاهنا إليهن فخطبهن جلل لاتكفيه هذه الحروف وهذه الجمل القاصرة عن إيصال المراد

بل حديثي وكل حديثي إليك أيتها العفيفة

إليك يـ بنت القرآن إليك يا من تربيتِ ونشأتِ تحت أمٍ

أحيت فيك رمز الأنوثة وتاجها ألا وهو الحياء

يامن سطرتِ أروع المواقف في حدود التعامل مع الرجال إن تحدث إليك في معروف ألقيتِ له الجواب المتزن ومضيتِ وإن احتجتِ للحديث معه لم تزيدي على حاجتك أسأل الله لك الثبات ياحبيبة فلكم أسعدتِ قلوبا أرهقها تنازل البعض

ولكني يا أخية سأبوح لك بشيء لطالما أرهقني وأقض مضجعي وبات يشغل تفكيري حتى كدت أن أنزلق فيه أو ربما وقعت فيه وأنا لا أشعر فلقد عمت به البلوى بين الصالحات حتى ظننته شيئا عاديا

ترسل لصديقتها في العام وأمام الجميع (ذكورا) وإناثا

أحبك ، أغليك ، إنتي دنيتي، مثلك ماشفت بالدنيا ، يازينك ويازين حسك وذوقك ، الله لايحرمني منك ياقلبي ، اشتقتلك الخ

لن يضرك ياحبيبة إن أرسلتِ مثل هذه العبارات لها في الخاص ولك أن تزيدي فيها كيفما شئتي وإن كان لابد فضعيها بالفصيح وبعبارات متزنة تثنين فيها على تصرف أو همة أو ما أشبه ذلك

تكتب وتبث مشاعرها ومكنونات قلبهاومايضايقها

قلبي حزين محتاج فضفضة ، ياليتهم يحسون بقلبي كيف مشتاق ، للأسف ماحد معطيني وجه ، الخ

اعلمي يا أخية أن بث مشاعرك أمام الملأ بحسابك العام كبثه في الواقع أمام الجميع فلكِ أن تتخيلي أنك وسط جمع من النساء والرجال الأجانب وتقولين مثل هذه العبارات طبعا لن تفعليها أبدا فلماذا بررت في مواقع التواصل وهي في الواقع غير مستساغة

تضع صورة العرض طفلة جميلة وتضع بايو طويل عريض تتغزل بنفسها فيه

وهاهي اللحظة

مر رجل بحسابك ورأى مثل هذه العبارات بربك ماذا سيكون شعوره في تلك اللحظة ؟!

إن كانت مثل هذه الكلمات والعبارت تأسر الأنثى فما بالك بالرجل

والكثير الكثير من الأمور التي تساهل فيها الصالحات يعتبرنها أمورا عادية وللأسف أصبحت مستساغة لا يرفضها العقل ولا القلب وكما يقال (كثرت المساس تميت الإحساس) 

وإن تأملنا غالياتي ونظرنا لمثل هذه الأمور نظرة المتجرد المستبصر  وجدنا أن أقل وصف لها أنها تعد من خوارم المروءة ونقص الحياء هذا إن لم تكن أكبر من ذلك 

ومعلوم أن الأفعال تجر بعضها والنفوس تضعف والقلوب تتقلب (فمعظم النار من مستصغر الشرر) 

فسدي عليك هذا الباب ياحبيبة واعلمي أن من ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه 

*وما أبرئ نفسي إن النفس لأمارة بالسوء*

تويتر : @ror1419h