في أحد الأيام تعرضت لموقف سيئ لا أحسد عليه، ذلك الموقف حيث يتم إقصائك لا لشيئ سوى لأنك فقير ماديا، في حين يتم اختيار شخص آخر لديه محسوبية و يتمتع برصيد بنكي كافي.
أ تعرف كم هو صعب ذلك الشعور حيث تمتزج فيه الخيبة و نظرة سوداوية للعالم مع رشة من اللاحيلة...لتراودتني بعدها لحظة غضب و سخط فقررت رمي بطاقتي الوطنية، فأنا لن و لن أكون ابن وطن أعيش فيه كأني ذرة تراب.
في الشارع و أنا أتمشى رميتها بعيدا. فجأة انتبهت لشرطي كان يراقبني، ابتسمت ابتسامة بلهاء و أسرعت لألتقطها من جديد و انصرفت بعيدا حيث لا يوجد أحد فرميتها من جديد.
مرت الأيام رتيبة حتى اتصل بي أحد الأصدقاء ليخبرني أن أحدهم وجد بطاقتك الوطنية، في مساء ذلك اليوم عادت إلى جيبي من جديد..و أنا أمسكها من يد صديقي تأملتها، ذات الصورة الكئيبة و العنوان الملعون حتى إمضاء والي الأمن نفسه.
أين المآل إذا ساء الحال *** و أين الرحمة إذا بكيَ الرجال
انتماء للوطن جئت أسأل *** وجدت أني أتمنى ما هو محال
-
عبد الكريم واكنيممهتم بعلوم الأحياء، مهتم بالأدب و الفلسفة و لا زلت كاتبا فاشلا ❤