يطلق على الذي يتصدى للشأن العام اسم " مسؤول " وهذه المفردة تعني هو الشخص الذي يقع عليه السؤال او يمكن ان يتعرض للسؤال عادة , لان الذي يتصدى من واجباته الاساسية هي الاجابة عن الاسئلة والاستفهامات وما يطرحه الجمهور الذي يقع تحت مسؤوليته - بصرف النظر عن نوع وحجم تلك المسؤولية – وبالتالي فان طبيعة العلاقة بين المتصدي من جهة والناس او الجمهور من جهة اخرى قائمة على التحاور وابداء الاستفهامات والاشكالات حتى يتوفر للناس القناعة والفهم لما يقوم به المسؤولون الذين انتخبهم الناس وخولوهم وجعلوهم وكلاء في هذا الموقع او ذاك, وينبغي على الناس ان لا يغفلوا عن هذا الدور الاجتماعي والسياسي المهم والحساس في حياتهم. ولذلك يصرح الامام علي (ع) للأمة والناس جميعا وهو حينئذ خليفة المسلمين وقائدهم وامامهم بقوله : " لاَ تَظُنُّوا بِي‌َ اسْتِثْقَالاً فِي‌ حَقٍّ قِيلَ لِي‌... وَلاَ التِمَاسَ إعْظَامٍ لِنَفْسِي‌؛ فَإنَّهُ مَنِ اسْتَثْقَلَ الحَقَّ أَنْ يُقَالَ لَهُ، أَوِ العَدْلَ أَنْ يُعْرَضَ عَلَيْهِ، كَانَ العَمَلُ بِهِمَا أَثْقَلَ عَلَيْهِ ".

البعض من المسؤولين – وللأسف الشديد - لم يعرفوا حتى معنى كلمة مسؤول التي يتحدث بها عن نفسه دائما, ولذلك يستثقلون بل يستنكرون اذا وجه اليهم سؤال هنا او نقد هناك, بل ان البعض يستخدم اساليب تذكرنا في العهد المباد لمجرد ابداء راي او وجهة نظر مختلفة في موضوع معين , وكأنهم فوق السؤال او النقد, ولست أعرف من يستثقل قول الحق وكلمة العدل ان تعرض عليه, كيف يتمكن من العمل بهما كما يقول امير المؤمنين علي (ع), ولذلك يجب ان يعرف المتصدون للشأن العام سياسيا او اداريا وحتى دينيا , من حق الناس والمجتمع ان يسائلهم وينقدهم طبعا ان يكون ذلك بحق وليس بافتراءات واكاذيب تهدف التوهين والتسقيط, كما ويجب على المسؤولين ان يستمعوا وبإصغاء الى جمهورهم ومجتمعهم ويتفهموا كل ما يطرحونه, وعليهم – المسؤولون – ان يعرضوا اجابات واضحة للناس و مقنعة بعيدة عن الايهام واساليب التعويم والكذب, وهذا الدور هو من ادنى الواجبات الملقاة على عاتقكم وانتم في موقع المسؤولية.