لماذا رحلت شركة أتش تي سي من عالم الهواتف الذكية ؟ - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

لماذا رحلت شركة أتش تي سي من عالم الهواتف الذكية ؟

  نشر في 04 غشت 2020  وآخر تعديل بتاريخ 08 ديسمبر 2022 .


حقيقةً رغم حُبي الشديد لشركة إتش تي سي لكونها أصغر مُصنعي الهواتف عمراً من الذين بدأوا الكفاح مع جوجل في نظام تشغيل أندرويد – بل و لها الفضل في تقديمه للعامة – و إضافة إلى ذلك لها الفضل في تصنيع الهواتف الأولى لنظام تشغيل ويندوز إلا ان اليوم يُعد فشلها في الأستمرار في سوق الهواتف الذكية يُعد درساً عظيماً لكل من هو مُهتم بعالم الأقتصاد و الأستثمار.

لكي تتفهم قيمة شركة اتش تي سي عليك ان تعلم حقيقةً انها نشأت في عام 1997 و لم تكن إلا شركة تقوم بتصميم و تنفيذ الهواتف الذكية للشركات التي تقوم بتصميم نظام التشغيل و كانت أوائل الهواتف التي نفذتها هو هواتف بالم بري او هاتف أي بي كيه لشركة اتش بي ، و كما ترى تلك الهواتف اليوم حقيقةً لم تعد موجودة.

بداية اتش تي سي التي نعرفها اليوم جائت في عام 2007 ، و كانت تلك البداية عبر هاتف يسمى اتش تي سي دريم الذي كان قد تم تأجيل إعلانه من عام 2006 إلى عام 2007 نظراً لأعلان أبل عن اول هاتف من أيفون، و بتقديم دريم إلى عالم تم طرح الأندرويد و شركة اتش تي سي كمصنع هواتف ذكية.

استمرت شركة اتش تي سي لسنوات بتقديم هواتفها في نظامي أندرويد و ويندوز لفترة طويلة للفئة المتوسطة لسنوات حتى بدأت بإصدار هاتف one x الذي بدأت به بإصدار الهواتف الرائدة مروراً بهاتف مثل M7 حتى هاتف 10 ثم هاتفي U11 و U12.

لكن كيف بدأ الاختفاء، بدأ اختفاء اتش تي سي نتيجة لخمس عوامل أساسية في التصميمات التي قدمتها الشركة ما بين عام 2014 حتى عام 2018 من حيث لغة التصميم و المكونات و المزايا المطروحة امام السعر و ما قدمته الشركات المنافسة و تغيرات السوق، و ثلاث أسباب أخرى خارج أطار ما قدمته الشركة من أسباب اقتصادية.

أول تلك الأشياء و أهمها هو ان اتش تي سي بعد هاتفها one M7 قدمت هواتف كثيرة بنفس لغة التصميم مثل M8 و M9 ثم بعض التغيرات و هاتفها 10 و الثلاث هواتف لحقهم سلسلتين هما E و A كهواتف بها نفس الصفات و التصميم ببعض المزايا الأقل و سعر اقل و التركيز في مواصفات أخرى مثل الكاميرات او البطارية او تعديل بعض عيوب نسخة M بجانب ظهور نسخ خاصة مثل M+ و one mini و MS و جميع هؤلاء كانوا في فئة سعرية عالية و اقل بمواصفات معينة من المنافسين.

على سبيل المثال هاتف اتش تي سي 10 تم إعلانه بعد شهرين من هاتف سامسونج اس 7 ايدج الذي كان افضل منه في أداء الكاميرا و البطارية و سرعة الجهاز في الاستخدام و وجود نسخة بذاكرة 128 جيجا و اقل في السعر في العديد من البلدان من سعر هاتف اتش تي سي و اكبر في حجم الشاشة مع دقة اعلى بكثيرة .

السبب الثاني و الثالث في خسائر اتش تي سي كانت لغة تصميم الهواتف الرائدة لديهم، كانت الهواتف مصممة من المعدن مما يجعلها حين يتم بيع كميات اقل من المتوقع تسبب خسارة كبيرة بسبب ارتفاع تكلفة التصنيع ، و ايضاً تأخر شركة اتش تي سي في دخول عالم الشحن اللاسلكي الذي كان مطروحاً من قبلها بعام كامل من خلال هاتف سامسونج اس 6 و بعض هواتف شركة سوني .

السبب الرابع وراء خسائر شركة اتش تي سي كان هواتف ديزاير التي كانت سبب بقائها لمُدة طويلة، حيث تم طرح العديد منها في فترات قصيرة جداً و كانت أسعارها و مواصفاتها متقاربلة للغاية، و في نفس الوقت العديد منها كان يمتلك معالج هاتف رائد و لكن تم تصنيعه من البلاستيك، في الفترة ما بين عام 2010 حتى عام 2013 كانت تلك الهواتف عليها اقبال شديد ، لكن مع اهتمام شركات الصين بدخول السوق بعد عام 2013 بهواتف معدنية بمواصفات و مزايا اكبر و ايضاً بأسعار اقل جعل السلسلة تعاني بين ان تستمر الشركة في تصنيع نسخ كثيرة او تصنيع نسخ اقل مما يجعلها اقل سبباً للخسائر، و بالفعل ستلاحظ قلة اصدار هواتف من تلك السلسلة بالاخص بعد خسارة العديد من الأموال من انتاج هاتف U11.

السبب الخامس، هو بالرغم من ان شركة اتش تي سي كانت حليفة جوجل و من صمم لها مُعظم أجهزتها ، و هي الشركة التي انتجت اول هاتفين من بيكسل ، إلا ان اتش تي سي كانت تتأخر كثيراً في طرح الإصدار الأحدث من اندرويد و هذا الامر الذي كلفهم خسائر كبيرة امام شركات تستخدم اندرويد اقرب للخام مثل وان بلص او هواتف جوجل نفسها .

هناك ايضاً ثلاث أسباب أخرى جعلت شركة اتش تي سي تفقد حصة كبيرة من مبيعاتها خارج اطار الشركة ، مثل ان شركة ابل قامت بالاستحواذ على شركات كانت تعمل معهم اتش تي سي و كانت تلك الشركات تُعد احد المزايا الرئيسية في هواتفها مثل شركة beats للصوتيات .

او ان الشركة من اصل تايواني و تايوان تُعاني حصاراً اقتصادياً منذ عام 1970 تقريباً، مما يجعل دخول شركة تايوانية السوق العالمي امراً صعباً ، بالرغم من اعتماد العالم على تايوان في تصنيع معظم الالكترونيات الخاصة بيهم و شرائح الاتصال و المعالجات بالاخص إلا ان لا يوجد دولة في العالم تعترف بها كجمهورية منذ السبعينات و هذا الامر يجعل حتى أمريكا حينما تتعامل معهم تتعامل عبر بعثات اقتصادية و ليست بعثات دبلوماسية مما يعني انها تتعامل معهم نقداً و ليس تعامل بلدين يعترف كل منهما بسيادة الأخرى.

اخر نقطة يمكن ان تضاف إلى تلك القصة هو تدعيم الصين و الحكومة الصينية -طرف الصراع الاخر في تايوان – بعض الشركات من اجل الاستحواذ على الأسواق المتعلقة بالهواتف الذكية مثل شركات هواوي و شاومي و بي بي كي التي لديها اوبو و فيفو و وان بلس، و تلك هي الشركات التي تنافس سامسونج و ابل في الاستحواذ على هذا السوق حتى هذه اللحظة.

بين التأخر في التطور، و الصراعات التي نشأت فيها صاحبة الثلاثة و عشرين عاماً ، فقدت اتش تي سي هيمنتها القصيرة على سوق الهواتف ، بالرغم انها من قدمت اندرويد إلى العالم و العديد من الاسهامات في هذا النظام و الهواتف العظيمة ، إلا انها اليوم تُعدى ذكرى لشركة هواتف ذكية، و لكن لا تزال موجودة في أسواق أخرى و هذا يعني ان للحديث بقية.



   نشر في 04 غشت 2020  وآخر تعديل بتاريخ 08 ديسمبر 2022 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا