من منا لم يشاهد أفلام الأبطال الخارقين,و لم يتعلق بهم أو لم يرد على الأقل أن يصبح مثلهم ويمتلك تلك القوى الخارقة و القدرات الخاصة,خصوصا القوى المتعلقة بقراءة الأفكار,و التي تسمح للشخص بمعرفة نوايا الآخرين دون التحدث معهم,و معرفتها إن كانت سيئة أو حسنة,مما يسمح له باتخاد ردود أفعال مناسبة اتجهاهم.ربما هاته الأفلام التي كانت تندرج ضمن الخيال العلمي على وشك أن تصبح حقيقة,فدائما ما نوصف نحن البشر بالفضول, و الذي يعد من أهم أسباب التوصل إلى آلاف الإكتشافات العلمية التي شكلت تطورا ملحوظا في حياتنا اليومية.حيث أن البشر لم يتوقفوا عند فك ألغاز الظواهر الطبيعية و الفلكية و الفيزيائية,و لكن تجاوزوا ذلك إلى الكشف عن الأفكار و المشاعر و الأحاسيس المكنونة و المدفونة داخلنا ,فالأفكار التي كانت حكرا علينا الآن ربما في المستقبل القريب ستصبح في متناول الجميع,إذن كيف أصبح العلماء مهووسين بتحويل هذا الخيال إلى واقع؟
في البداية ظهر هذا الهوس مع المحقق النفسي فريدريك مايرز الذي صاغ مصطلح التخاطر و نشره في مقالته سنة 1882 , وهذا المصطلح -التخاطر- يعني القدرة على التواصل و نقل المعلومات من عقل إنسان لآخر,و قد تكون هذه المعلومات أفكارا أو مشاعرا.لكن لهذا المصطلح نقاد كثر مؤكدين أن الإيمان به هو نتيجة أوهام شخصية.فإذا كانت هذه مجرد أوهام لما لم نستغني عن هذه الفكرة؟
للإجابة عن هذا التساؤل لابد لنا من الرجوع إلى علاقة العلم بدراسة الدماغ البشري,حيث أنه كان عازما على كشف أسراره و خباياه و محاولة فهمه,لهذا لم يجرأ العلماء على التخلي عن هذا الطريق الذي سيحدث قفزة علمية حقيقية.ففي عام1968 قدَّم كارل فرانك فكرة مفادها أنه بإمكان العلم فهم مايجري في الدماغ عن طريق الإتصال العقلي-الآلي, و لفهم هذا المصطلح سأقدم تجربة العالم لي هوتشبرغ و التي تتمحور حول ابتكار قطب كهربائي فائق الصغر يزرع في قشرة الدماغ ليتمكن من التقاط إشارات الدماغ و تحويلها إالى معلومات/أوامر رقمية تعطى لإنسان آلي أو تظهر على شاشة الحاسوب,أي أن دماغ الإنسان سبكون مرتبطا بالآلة. و قد أكد العلماء أنهم ماضون في تطوير هاته التقنية لمساعدة المرضى المصابين بالشلل للتفاعل مع محيطهم من خلال أدمغتهم,كما يمكن لهاته التقنية أن تأخذ منعطفا آخر نحو السيطرة على الآخرين عن طريق قراءة أفكارهم ويتحول فيلم الخيال الى حقيقة .’’فنحن نعيش في مجتمع يعتمد بشكل رائع على العلم’’-كارل ساجان
-
ali-bougطالب مغربي هوايته الكتابة