رقائق روحانية "الألم"
هل يَجب عَلينا أن نتألم لكي نصبح أقوياءْ؟
نشر في 09 أكتوبر 2015 وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .
زاهدة: يقولون: أنه يَجب عَلينا أن نتألم لكي نصبح أقوياءْ... ما رأيك ؟
محب: لا يُمْكِنُ للألمِ أنْ يصنعَ قوةً... فالألمُ يمكنه أن يصنعَ شراً، وضيقَ أُفُق مُعظمُ الاَلام تجعلُ الانسانَ أقربَ الى العدوانية
زاهدة: أو أقربَ إلى الموتْ... السُكون... الضَعفْ. لكن الألم قد يكون دافعاً لأن نقوي نقاطَ ضعفنا.
محب:اتقصدين الموتُ المجازي...
زاهدة: نعم هذا ما أقصده
محب:صحيح
زاهدة :لكن ما الذي نشعر به عندما يُهاجمنا الضَعف الانساني ونصبح قليلي الحِيلة أمامَ أزمات الحياة ومشاكلها الكثيرة؟ أليس هو الألمْ ...
محب: الأزمات والمشاكلُ جزءٌ لا يتجزأُ من الحياة، فلولا وجودها لما شعرنا بالجمال والحب والرخاء، فالألم الجسدي مكتوب علينا لأننا بَشر هو جزء من حَياتنا لكن الألمُ الحقيقي هو الجَهل.
زاهدة: لكن، أعتقد أنّ الانسانْ بحكم تكوينه يبقى جَاهلاًً حتى يدْركُه الألمْ ،وكأنَ الاحساس بالألمْ دليلُ معرفةٍ وحياةْ.!
محب: يمكننا أن نتقبلَ تلكَ العبارة؛ لكن بتحفظ!!
زاهدة: ما الذي أثار حفيظتكَ فيها بالضبط ؟
محب: لا نستطيعُ ان نقولَ أنه لولا وجود الألمُ لما شعرنا بأننا احياء؛ فليسَ الألمُ الدافعَ الحقيقي للحياة!
زاهدة: أتفق معك تماماً ... إنّ الآلامَ التي نعيشُها هي ضَريبةٌ للحَياة وليستْ مَعنى الحَياة ولا هدفنا مِنها .
محب: لا يهمُ أن نتفقَ او نختلف؛ بل الأهمُ من هذا كله أن لا نقف مكتوفي الأيدي أمام الأزمات والمشاكل.
زاهدة: أن نصبح أقوى وأكثرَ جرأة وإقداماً في المُواجهة.
محب:ولا نُعطي الأمورَ أكبرَ حجمها
زاهدة: كيفَ يكونُ ذلك؟
محب:بالقراءةِ، والثقافةِ تتسعُ المدارك؛ ونستطيعُ التغلبَ على كلِّ المشاكل
فَلَو نظرنا جيداً؛ لعرفنا ان معظمَ مشاكلنا تافهة، وأننا نَحْنُ من نجعلها كبيرةً ومعقدة!!
زاهدة:هذا على المستوى الشَخصي لكن كيف ستتغلَب على آلامك الواقعة عليك بفعل الغير ؟
محب:مهما كانَ مصدرُ المشاكل؛ فهي بسيطة؛ ولكنها تحتاجُ منا لعقلٍ ورويَّة!! فالحلولُ متاحةٌ لكلِّ مُتدبِّرٍ واعٍ ولا تنسي أنّ الحَق هو القوة .
زاهدة:رغم أن لنا الحق في أن نكون ما نريد بلا ألم ...
إلا أنه لا بد أن تتألم
لا مفرَّ من هذا الشعور الطاغي وفي حينها سَتعيشه بكامل تفاصيلهِ المُرهقة.
محب: لَمْ أجعلْ للألمِ مكاناً في حياتي، مُطلقاً !!
عادةً، لا أُلقي بالاً لما يُسمى ألماً.
زاهدة:ربما لأننا أقوياء
محب:ربما
ولكنَّ الاقربَ للصواب هو الذكاء الاجتماعيّ!!
زاهدة: أن تفهم المعنى الحَقيقي للحَياة وتواجه صعوباتها بحكمةٍ يقودها الذّكاء لا الألمْ
صحيح.
محب:هذا ما عنيتُهُ تماماً... الألمُ هو بحد ذاته ضعيف؛ كالنار، إِنْ لم تُغذّها فَسَتُخمَدُ بأسرع مما نتخيل أو نتصور،،
زاهدة:جميل هذا الوصف، الأمر بالنهاية ارادي نحن من نقرر.
محب:الذي يَكُونُ صاحبَ قرارٍ حقيقي بحياته، يَكُونُ دائماً سيدَ الموقف..
زاهدة:صحيح ، يكون دائماً الأقوى.
محب: سيكون صانعَ سلامْ
زاهدة:رغم الألمْ
محب:رغم الألمْ
التعليقات
اختى رولا .....بالقراءةِ، والثقافةِ تتسعُ المدارك؛ ونستطيعُ التغلبَ على كلِّ المشاكل