العوامل التي تتحكم في الطبع البشري هي عوامل ذاتية و موضوعية. العامل الموضوعي هو الوسط المحيط بالانسان و ينقسم الى اثنين: المجتمع و الأسرة.
طبيعة المجتمع العربي : تسود في المجتمع العربي 3 ثقافات:
اولا: ثقافة السلطة التي تنزه الحاكم عن كل نقيصة و تكرس ثقافة الخنوع و التملق.
ثانيا: ثقافة التبعية و التي دخلت الينا عن طريق الاستعمارالغربي و التي تنظر الى ما عند الغرب بعين الكمال و ما عند الاسلام بعين النقصان.
ثالثا:ثقافة الميوعة التي تنشرها المنظمات الصهيونية الماسونية العالمية التي يتحكم فيها اليهود في العالم عن طريق تحكمهم في المؤسسات التعليمية و وسائل الاعلام و تشويه صورة الدين عن طريق دعم بعض التيارات الدينية المتطرفة و ذلك بفضل امتلاكهم و تحكمهم الكبير في المؤسسات المالية و الاقتصادية العالمية فيكفي على سبيل المثال ان تطعن في الاسلام و تشكك في المقدسات (مثال: قاسم امين و طه حسين) لتصبح عميد الادب العربي و المفكر الكبير .
طبيعة الاسرة العربية:
ان الاسرة تتأثر بشكل طبيعي بالوسط المحيط بها و هو المجتمع. فداخل الأسرة العربية نجد التسلط الذي يوجد في أجهزة الحكم حيث يحتكر الأب أو الجد أو الأخ الأكبر و أحيانا أخرى الأم أو الجدة أو الأخت الكبرى .مقاليد السلطة و الثروة دون اشراك باقي مكونات الأسرة في التسيير. و ذلك بمبررات مالية: راعي الأسرة هو الذي يجني المال .دوافع فلسفية :راعي الأسرة عنده الخبرة و التجربة و الدراية بالأمور. دوافع دينية: تأويل بعض النصوص تأويلا مصلحيا لتحقيق مارب شخصية و اضفاء قداسة مزيفة لتبرير الظلم و التسلط الممارس من طرف راعي الأسرة. وتؤدي هذه الممارسات اضافة الى الاعلام الفاسد و المنحل(مع احترامي للنزهاء) و المؤسسات التعليمية الخربة الى تنشأة جيل خنوع و استهلاكي غير قادر على تحمل المسؤولية يطمح الى الهجرة الى الخارج و يرتمي في أحضان الرذيلة و الميوعة الأخلاقية.
وقد اثبت الشباب في العالم العربي و الاسلامي عن شجاعة اقتحامية عالية ورغبة اكيدة في تجاوز وصاية الحاكم الظالم و الغرب الاستعماري و الصهيونية العالمية الخبيثة. وذلك بخروجه الى الشارع و مطالبته باسقاط الفساد و الاستبداد وتحرير الاعلام و المؤسسات الدينية من قبضة الحاكم.
العامل الذاتي:
لاشك أن الانسان يتحمل مسؤولية تقويم طباعه لان له سلطة على نفسه. فالبشر يختلفون في ألوانهم و لغاتهم و جيناتهم و كذلك في طباعهم وقد قدم لنا الاسلام نصوصا نصوصا كثيرة في هذا الباب و تجارب راقية و نماذج واقعية للأنبياء و الصحابة و العلماء و الزهاد و الصالحين. ورغم أن الانسان يتعرض الى صدمات نفسية الا انه يمكن تجاوزها بالتضرع الى الله أولا ثم بالذهاب عند الأخصائيين في علم النفس في حالة ظهور حالات مرضية.
خلاصة:
عمليا المجتمع و الأسرة في العالم العربي يعيشان انحطاطا ملحوظا لا يمكن غظ الطرف عنه بدعوى الحياء و المجتمع التضامني *فبشهادة علماء كبار امثال طارق سويدان مناهج التربية الاسلاميةوباقي المناهج التي تدرس في المؤسسات التعليمية هي مناهج متخلفة لا تغير سلوك الافراد كما فمثلا تجد مادة التربية الاسلامية تدرس من السنة الأولى حتى الباكالوريا لكنها لاتستطيع ان تغرس قيم الاسلام العظيمة في قلوب الشباب لأنها تركز على الحفظ و ليس على الاستيعاب. كما ان ثقافة التهميش الناتجة عن الاستبداد السياسي لا تزال تعرقل تطور المجتمع. ويبقى الحل الأنجع هو بناء دولة العدل و الكرامة و اعادة الاعتبار للاسلام في تربية المجتمع و الفرد.
الذهبي مراد: طالب بجامعة الحسن الأول شعبة الا قتصاد