منذ خروج الاستعمار المباشر ، وعلى امتداد الحكومات المتعاقبة على الفساد والاستبداد . لم يشهد المغرب حكومة منافقة مثل حكومة " بنكيران ". لمـــــاذا ؟؟ بالمُغربي ؛ لأنها تريــــد أن " تلبس الشعب بالمقلوب " .
فلإخفاء عجزها على توفير الحد الأدنى من حقوق المواطنة للفقـــراء والمشردين والمعدمين والمهمشين ... وبدلا من أن تُســـــائِل نفسها حول مدى إعمالها للالتزامات المتعلقة بالحقوق الكاملة للمواطنة وسبل توفيرها . تجدها كــــذئب يبكي تحت أقـــــدام الراعي . لا إجابات عندها سوى البكــــاء واللجــــوء إلى الخطابات الشعبـــــوية الفــــجة : " وَاشْ الفقـــراء ما يدَّاوَاوْش ؟؟ واشْ الأرامل يْموتُوا بالجوع والمرض ؟؟ واشْ العجزة ما عَنْدهُمشْ الحق في الصحة والسكن والتعليم ..؟؟واشْ سكان أعالي الجبال ما عندهم الحق في الحياة ؟؟ ياكْ حتّى هُما مغاربة...". أو زيد وزيد ...
فإذا كان الشعب المغربي قد تعود على هكذا نفــــاق و هرطقات من طويـــــــل اللســـان " بنكيران " . و دغدغاتـــه المستمرة لمشاعـــــر البؤســـاء . وجعل منها الجمهور نكتًا لتسجية الوقت . فقد سار على نهجه أيضا وزير الصحة '' الحسين الوردي " . الذي أخذ ينهل من القاموس الشعبوي للوزير الأول . ليواجه به المطالب العادلــــة للحركات الاحتجاجية بوزارته : " واشْ بْغيتُــوا سكـــان المناطق النائية ما يَدَّاوَاوْشْ ؟؟؟ . ليحاول عبثا أن يستميل عواطف الفقراء والكادحين و العامة من الشعب . ثم يأججها ضد الطبيب/ة والممرض/ة ويلقي بأزمة الصحة الخانقة و عدم توفير وحماية الحق في التطبيب على كاهـــل هؤلاء الموظفين/ات . خصوصا بعد الفقاعات الاعلامية الفارغة ، التي انطلقت بحر هذا الاسبوع . على إثر الشكل الاحتجاجي الذي خاضه الأطباء ، بتقليدهم للواقع البئيس للبطالــــــــــة المقنعــــة التي تنهش بائع/ة " كلينيكـــس " وغاسل السيارات .
لكن ... ولكون الواقع عنيد لا يقبل بالمراوغة. فالحكومة وحدها تتحمل أمامه كامل المسؤولية في احترام وحماية وتنفيذ الالتزامات المتعلقة بالحقوق الانسانية للشعب المسكين . لذا وللخروج من الأزمة الحالية القائمة بين الأطباء والوزارة .لا مناص للسيدين " الوردي" و" بنكيران " سوى أن يفتحا باب الحوار الجاد والمسؤول مع هؤلاء الأطباء وكل نقابات الصحة . لتمكين الشغيلة في مجال التطبيب من كل الوسائل الضرورية للعمل . وتحسين ظروف و شروط الاشتغال بالمؤسسات الاستشفائية في المدن والقرى في سفح الجبل وعلى قمـــته .
ــ عبدالمالك حوزي ــ