إلى غابرييل 12
رسالة أخرى
نشر في 09 يوليوز 2023 وآخر تعديل بتاريخ 09 يوليوز 2023 .
نهاية آذار 2023
قبل الثامنة بعشر دقائق ...
صباح آخر أطوي صفحته..
لا جديد يذكر ..
عكس مدينتك الجليدية..
السماء هنا زرقاء صافية مثل أنثى تجملت و وضعت كل عطورها دفعة واحدة و غادرت و هي واثقة أن لا أحد بإمكانه أن يعكر مزاجها
الجو ربيعي بإمتياز، شمس دافئة تعبر بأشعتها الذهبية جسدي المتهالك لتطرد ظلمة الليل الطويل ..
أين أنا ؟
بالحافلة آخذ لي مقعدا بالأمام و أستمتع برؤية المشهد الكامل للحقول الخضراء المترامية هنا و هناك، الى المنازل القرميدية القديمة و إلى أشجار الصنوبر التي تحيط بكل مزرعة..
لا أفكر في شيء ، أترك كل شيء للأيام و للقدر ..
لا أقول أني شفيت منكِ، هي حبوب التناسي التي أبتاعها من طريق جديد أسلكه، من محادثتي لأشخاص لا أعرفهم، من الغرق في مشاهدة أفلام و فيديوهات لا تعجبني أو الإنصات لموسيقى لم نتشاركها من قبل.
مرغم على القيام بكل ما لا احبه.
بعدما لعبت كل بطاقاتي، لم يعد لدي ما ألعبه من الورق اليوم، أحاول أن أتخطى الماضي ولكني ألمحه أمامي في كل خطوة أقطعها.
ماذا عنك يا غابرييل؟
كيف حالك؟
أمازلت تضعين من العطر نفسه، تحبين الشاي و تمارسين إدمانك في إلتهام الكتب، ماذا عن عملك؟
تعملين بالمستشفى ذاته، تستمعين إلى فيروز بطريقك، ثم تعودين بالمساء مرهقة، هذا إن لم يسلبك العمل بقسم الإستعجالات حلمك.
ماذا عن منزلك؟
هل وجدت آخر بعيدا عن ضوضاء المدينة.
مزرعتك الصغيرة بالفناء، زهورك الجميلة المعلقة بكل ركن من المنزل .
هل وجدت من تبتاعين باقة زهور لأجله مثلما كنت تفعلين معي ..
لا أدري..
أتساءل مجددا:
أمازلت تقطنين المنزل نفسه و لا تتذكرينني؟
تزرعين الورود نفسها و لا أخطر ببالك.
رجاءا، قولي أنك تحاولين التلاعب بالذكرى فقط، تحاولين التناسي و حسب.
ربما ما يعزيني فيك حقا، حدسي الذي يخبرني كل لحظة أنك تذكرينني من حين لآخر، و تبتسمين أيضا، ربما لست الوحيد المعذب بكِ.
هذا ما أخفف به من وطأة الأيام و حجم الوجع بداخلي، هذا ما يجعل من يومي هذا مختلفا عن الأمس.
كوني حذرة بالطريق، إعتني بنفسك أتمناك بخير دائما .
آرثر
.
-
Abdelghani moussaouiأنا الذي لم يتعلم بعد الوقوف مجددا، واقع في خيبتي