ما بال مُقيمُ الأعماق
هيام فؤاد ضمرة
نشر في 28 أبريل 2023 وآخر تعديل بتاريخ 11 يونيو 2023 .
ما بال مقيمُ الأعمَاقِ
غارقٌ في مَتاهةِ الأغوَار
تائِهاً بينَ الليلِ والنهار
تَتناوشُهُ أفكارٌ وأخبَار
تتخَطفهُ الظنونُ والتقلبات
ليُثيرهُ شمُوخُ الزهرِ والنوار
يُقلبُهُ على جَنبيهِ وَهمٌ يَعتريهِ
يُغيِّرُ فيهِ عَدَسةٌ ومِنظار
فتشبُّ بعقلهِ خيالاتٌ
تحرِقهُ على جَمرٍ مِنْ نار
يَلسَعُ نفسهُ بنفسِهِ
كلما تكاثرتْ بأركانِهِ هواجِسٌ
تتلاعبُ بينَ ناظرَيْهِ
بهيئةِ شيطانٍ غَضْبَان
مُتَجاهِلاً أنَّ الترابَ
يَفتحُ شَدقيهِ على قربٍ
يُوشِكُ أن يبتلعَ جذورُ الأنوار
مُنتصراً للألمِ والعِللِ
لأفكارٍ شيطنتها افتعالاتٍ
توشِكُ على الإنحِدار
فمنْ ذا يَبحَثُ بالهَجرِ
عنْ ذاكَ الوَجهُ الباكي
وتلكَ المَرارةُ تأكلُ طيفك
تلتهمُ فيكَ رأسَ الإصرَار
خابَ بكَ الظنُّ
تلقفتكَ أنيابَ الغبْنِ
فشبَّتْ بأنحائِكَ نيرانُ الاحتِضَار
زالَ الأثرُ
عمَّ الخَطرُ
ليَموتَ شعورُ الإزدهار
أم تراكَ غَرِقتَ بأوهامِكَ
كعادةِ مَنْ جَفَّ بهِ الإخضِرار؟
كفى جَفافاً والتِفافاً
دع العُمرَ يَمضِي خالياً مِنْ إسَار
لا ذنوبٌ تشقُّ أنجم ليلٍ
لا عِللٌ وَجَعها يَستغرقُ عُمراً
مُستهدفا القلوبَ والأبصار
انهضْ مِن كبوتِكَ
افرد طولَ شموخِكَ
وَاجِه بشجاعَةٍ حالاتِكَ
فقد آنَ زَمَنُ الإنتِصَار
-
hiyam damraعضو هيئة إدارية في عدد من المنظمات المحلية والدولية