كتب: مُهاب أسامة
الإضطراب النفسي و النجاح و الفشل و العلاقات و العمل والدراسة هي جولات من النزالات القوية التي يجب أن نمر بها خلال فترة حياتنا، نظن أنفسنا أقوياء بما يكفي لكن في هذه الفترة تظهر لنا أنفسنا الحقيقة وقتها يظهر بداخلنا ذلك المعدن المدفون إما ذهباً أو حديد صدئ أي نوع من الأشخاص نحن ؟ أي حقيقة لا نعلمها عن أنفسنا؟ أي الطرق تسعنا؟ هذه التسؤلات لن نعرف إجابتها إلا بعد المرور بالكثير من الجولات والنزالات القاسية و الخسارة القوية في كافة الجوانب في حياتنا.
يقولن بأنه لا يوجد مقارنة بين "حلم الحالم و حلم صناعة الحلم" أي أنه لايمكن المقارنة بين شخص يحلم حلاماً للوصول لهدف ما وأخر يحلم بصناعة هذا الهدف الذي يرد من يحلم بهذا الهدف الوصول إليه فصعوبة الطريق و الطاقة والأمل والإصرار وحجم الفشل والمشاعر والألم و المرض تختلف كل الإختلاف بين الإثنين لكن الغاية واحدة وهي "الوصول" الكثير من الأحيان تختفي وتنعدم كل أنواع المحفزات و الأمال في هذا الطريق و هنا نكون أمام إختبار المتابعة رغم كل ما يحدث أو وضع نقطة النهاية، وقرار الإثنين يختلف تماماً في تلك اللحظة حسب جوع الوصول لكل منهم.
تذكرت يوما موقفاً قد حدث لي، عندما أخبرتني أمي العزيزة بالذهاب لأحضر بعضاً من الخبز من الفُرن وقتها كان بالي مشغولاً بالكثير من الأفكار و المشاكل وأنني في أزمة مالية أحتاج مبلاغاً كبيراً لأستطيع إكمال عملي ومشارعي وأنا أقف في الطابور أو الصف جاء رجل ليسأل صاحب الفرن " ألاقي معاك فكة 50جنية يا عم أحمد" وكانت الإجابة بالنفي، لكن كان هناك رجل فقير مسكين يقف جانب الفرن ينتظر أن يمن عليه صاحب الفرن برغيفين أو ثلاثة من الخبز وقال " ياااااه لو معاية الـ50 جنية، إديني الرغيفين يا عم أحمد عشان أمشي" سرح بالي قليلا في ملامح هذا الرجل وسألت نفسي هذا الرجل يعتقد بأن الـ50 جنيهاً مبلغاً كبيراً ويتمنى لو أن يمتلكة وأنا ميسور الحال و المعيشة في وضع تأفف من حالي شعرت بإحراج شديد لا أعلم ما سببه وقتها ليختم هذا الرجل صراعي الذهني وقتها ويقول " ربك إلى أعطى غيري مليون قادر يرزقني 100 جنية كل يوم....سبها على الله بس يلا يا عم أحمد سلام"
رجل فقير علمني درساً لم أتعمله في جامعتي أو كتبي أو دراستي في كل مكان أو حتى علاقاتي علمني معنى "الحمد والشكر على ماهو موجود" والرضا عن الحال و المكتوب عدت إلى منزلي ورأيت وجهي في المرأة وسألت نفسي سؤلاً هل تستحق مشاكلي كل هذا الحزن و اليأس هل هي النهاية حقاً وعلي الرضا بالمكتوب، دائما ما أحب تشغيل الراديو على إذاعة القرآن الكريم وكان هناك شيخ ما يشرح معنى الأيه الكرمية قال تعالى: "وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ ۚ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا" صدق الله العظيم.
أيقنت حينها أنني لازلت قادراً على المتابعة بكل قوتي "للوصول و التعلم والإيمان وتعويض كل الخسارات فهذه الحياة لا تقف على جنس بشري أبداً فقط عليك التعلم من الماضي وأخطاءه و تتعلم من ذنوبك كبائرها و صغائرها فقط عليك التوكل و الإستعداد "للجولة الأخيرة".
-
مهاب أسامهباحث إعلام مهتم بمجال صناعة المحتوى وعلم النفس الإكلينيكي
التعليقات
كنت موفقا اخي في طرحك