الخدمات التوعوية لتدعيم ثقافة الواجبات والحقوق تجاه المجتمع المدني والاقتصاد اللامعنوي تحت سقف البيئة القاسية وفي ظل ارتفاع موجات درجة الحرارة
لمّ ابتعد عدد كبير من الناس عن القراءة؟
نشر في 29 يوليوز 2018 وآخر تعديل بتاريخ 08 ديسمبر 2022 .
الخدمات التوعوية لتدعيم ثقافة الواجبات والحقوق تجاه المجتمع المدني والاقتصاد اللامعنوي تحت سقف البيئة القاسية وفي ظل ارتفاع موجات درجة الحرارة.
في الحقيقة، انا لا اعلم ما يعنيه هذا العنوان :D، ولكنه كان حلما كبيرا لي أن اكتب موضوعا يحمل عنوانا لا يناشد بفهمه إلا فئة معينة من الناس..لذا دعنا نتحدث في شيء اخر نفهمه جميعا..
لمّ ابتعد عدد كبير من الناس عن القراءة؟
هذا هو العنوان الجديد..
اتذكر حديثا عندما كنت في جلسة مع أحد الكتاب المقربين الى قلبي، كان يتمحور حول تراجع نسب القراءة مع مرور الاعوام، حيث كان يقص عليّ ذكريات تواجد منافذ لبيع الكتب في كل مكان، ومع مرور الوقت اختفى معظمها..
قديما، لم يكن هناك منزل لا يهتم بإقتناء الجرائد يوميا، ومع مرور الزمن، أصبح الأمر مقتصرا على البيوت ذات الأرباب من كبار السن...اذا من المعني بنقص التجاوب؟ هل هم الشباب؟ الجيل الحالي؟
بدأ استخدام الأنترنت في مصر عام 1992، واقتصر توفير الخدمة وقتها على جهتين فقط، وهما شبكة الجامعات المصرية ومركز المعلومات، ومع بداية عام 1994 بدأ المركز في ادخال الخدمة الى الوزارات والهيئات الحكومية والمحافظات، وفي عام 1997 خصص المركز خدمة الأنترنت من خلال إتاحتها لعدد من الشركات الخاصة كموزعين لها، والذين بدورهم قاموا ببيعها للمواطنين..
بمعنى أن خدمة الأنترنت بدأت بالدخول الى المنازل ابتداءً من عام 1997، وهذا الوجه الاول للعملة المعدنية، وأما الوجه الثاني فهو أن كل مواليد التسعينات نشؤوا تحت ضوء الأنترنت..الوسيلة التي قربت منا العالم، واوصلتنا الى طرقنا التي كنا نحلم بها..
أتذكر أول ليلة اعطاني فيها "عم جمال" وصلة للأنترنت، أتذكر خفقات قلبي وتوتر انفاسي أثناء عملية التركيب، كان الشغف مرتفعا الى حدود السماء، وكانت نظرتي الى الشاشتين المتجاورتين أسفل يمين الشاشة مليئة بالشوق والحب...كم أفتقد تلك الايام <3..
حدث بعد ذلك تناقض كبير في اساليب العرض، سهولة الفهم، وسلاسة الوصول للطرق، فابتعدنا-نحن الجيل الجديد-تدريجيا عن قراءة المقالات والكتب، واقتصرت القراءة عما نجد فيه وميضا عن احلامنا..ومنذ ذلك الحين، انقطعت علاقتنا مع الجرائد والكتب، وأصبح جلبها مقتصرا على أسئلة الثانوية العامة قبيل الامتحان النهائي..
ولكن رغم كرهي لكوب من عصير المانجو، وحبي لكوب من الكاكاو الساخن، يظل الكوب كوبا، فما دخله بالمنتوج!
ابتعد الجيل الحالي عن القراءة تدريجيا، ومعه قل الاهتمام باللغة، فأصبحت تلك "المقالات" ذات العناوين الضخمة والكبيرة مجرد عائقا، أو رموزا من الأثر يصعب فكها..أصبحنا كالفقراء الذين يستمعون لأحاديث كبار مجال الأقتصاد..هم في الغالب جوعى ولا يريدون الاستماع إلا لكلمة مفهومة تخبرهم بأن بطونهم ستمتلئ..
يقول الفيلسوف الإفريقي الشهير ابراهيمو جيان:
"اخبرني كثيرا ان شرب القهوة جيدا، وبعدها سأحتسيها.."
في الحقيقة لا يوجد مثل بهذا الشكل ابدا..ولا يوجد فيلسوف إفريقي بهذا الاسم..
انا احترم كثيرا "كتاب المقالات" في كل المجالات، واحترم كثيرا اللغة العربية، فهي اللغة التي علمتني معنى الحياة بكل بلاغة وأدب، ولكن لا تجعل كتاباتك معقدة على عقول الغالبية، حيث يصعب تأويلها..
وتذكر هذا المثل الإفريقي العريق..
من الذي يسبقك اذا كنت تجري وحدك؟
وهذا مثل إفريقي فعلا :D
التوقيع
-
Mahmoud Gawishمحمود صلاح جاويش، من مواليد 12/4/1996 في مدينة دسوق بمحافظة كفر الشيخ، أدرس هندسة الحاسبات بجامعة الاهرام الكندية..كاتب شاب، كان لي رواية بعنوان "كازانوفا والفصول الأربعة" عن جريدة الجمهورية، وقصتان قصيرتان بعنوان "ليلة في ا ...