لماذا انتفضت المقاومة الآن؟
فاطمة الزهراء البمكلاوي
نشر في 26 أكتوبر 2023 وآخر تعديل بتاريخ 26 أكتوبر 2023 .
يخجلني تداول بعض الفئة لهذا التساؤل بشكل متكرر: فهم محتلون منذ سنة 1948، 75 عاما من الاحتلال،و الآن يحاولون الانتفاض و التحرر؟ على أساس أن أهالي فلسطين بعدما قام الإحتلال بعزل بعضهم في غزة و بعضهم في الضفة الغربية فقد حصلوا على إستقلاليتهم الخاصة و العيش الكريم.
و الآن يا أخي الكريم دعني أخبرك أن الفلسطينيين قد قضوا 75 عاما من انتهاك الكرامة الإنسانية، 75 عاما من تسعير الظروف المعيشية، 75 عاما من القتل الغير مبرر،75 عاما من الظلم و العدوان، 75 عاما من القمع و الطغيان، 75 عاما من النهب و الخذلان.
في ظل استحواذ الصهاينة على ثرواتهم الزراعية و البحرية ، يقطعون أشجارهم و يحرقون محاصلهم لكي لا يستفيد منها المواطن الفلسطيني، و في ظل الإستحواذ على مصادر الطاقة بفلسطين، يمنعوهم من التنقيب على الطاقة في غزة لكي لا يقوموا بإنتاج الكهرباء الكافية لتغطية خصاصهم بأنفسهم و يعتمدوا على الطاقة المسلوبة من طرف الإحتلال و التي لا تكفي مليونين إنسان بغزة مما يتم قطعها مباشرة بعد استهلاك القدر الغير كافي منها ، يمنعوهم من الزراعة و التصدير و الإستراد مما يدفعهم لعيش ظروف معيشية قاهرة ، يتم اقتحام بيوتهم فجرا و اعتقال نسائهم و أطفالهم و أبنائهم بدون أي مبرر ، يعدبونهم في سجون الإحتلال ، و ذلك بالتعذيب النفسي و التهديد مرورا ب الضرب و السب و التجريح وصولا للتعذيب بالكهرباء و حرق المناطق الحساسة ، و أخيرا عبر التحرش و الإغتصاب ، في نظرك يا أخي هل يجب على الفلسطيني الذي يعيش وسط كل هذا الغنى و الترف أن يبقى مكبل الأيدي معصوم الأعين مغلول اللسان؟
أين اختفت المنظمات العالمية الإنسانية التي تضمن الحق في العيش الكريم للإنسان؟ أين اختفت في ظل هذه الظروف المنظمات العالمية للسلام ؟ أين اختفت في ظل هذه الظروف الولايات المتحدة الأمريكية التي تتحدث الآن في حق الصهاينة في الدفاع عن النفس بتقتيل المدنيين و الأبرياء في غزة؟
قبل أن نشير بأصبع الإتهام لطائفة ما ، يجب أن نشير به إلى أنفسنا أين نحن في ظل ما يعيشه العالم اليوم ، أن نتحقق من ما يروج قبل تصديقه ، أن نبحث عن الحقيقة و لا نتبع إديولوجية الغرب التي تزعم أن موت ألف إنسان في غزة لا يساوم موت شخص واحد في إسرائيل، بينما الحقيقة أن بطل واحد في فلسطين لا يساوم مع آلاف الجنود في جيش الإحتلال.
-
"البمكلاوي"ليس لي مؤنس في الحياة سوى قلمي ، به أستطيع التعبير عن ألمي ، لمعرفتي جيدا يكفي دخولك لعالمي.