الحرب الروسية الاميريكية في سوريا
نشر في 15 أبريل 2018 وآخر تعديل بتاريخ 08 ديسمبر 2022 .
الحرب الروسية الامريكية في سوريا
حلف الناتو الذي شكل مع الرئيس اوباما استراتيجية لمنظومة صواريخ في اوروبا ،معلنا بذلك مدى تأييده لدول الاتحاد السوفييتي في حربه المعلنة على الصين الشيوعية وذلك انطلاقا من نتائج الحرب على الشرق الاوسط....
وكأن اوباما في مرحلة حكمه السياسي قد احيا المشروع السياسي لجون كينيدي في اعلانه اميركا القوى العظمى في تشكيل التعاون المشترك بينهم وبين كل من بريطانيا ودول الاتحاد السوفيتي التي مارست الضغط على روسيا لتدخلها في منظومة العملة الاوروبية الموحّدة وهي اليورو ،
طبعا لم توافق روسيا الانضمام للاتحاد الاوروبي ولكنها وافقت على التعامل مع اليورو...
استهدف حلف اوباما ،العالم الاسلامي سنة وشيعة ،في علاقاتهما السياسية وفي ارتباطهما بالصين منذ ايام حكم الملك السعودي الراحل ،عبد الله ،وهذا ما لم تفقهه الكثير من الدول العربية ،في المشروع السياسي الذي هدف له حلف اوروبا -امريكا واسرائيل....
في مواجهة الحرب على العراق وافغانستان ،وعلى امتداد عمق التاريخ السياسي للصين ،فمنطقة البامير في الغرب تتنازعها كل من الصين والاتحاد السوفيتي وافغانستان ،
واذا حددنا الديمغرافية السكانية للصين فهي تتزايد كل سنة ٢٠ مليون نسمة وهي تضم ثلث سكان العالم ،
وبتغيير الادارة الاميركية لنظام حكمها الديموقراطي ،توقف مشروع خروتشوف كينيدي ،الذي عزز الصراع السياسي والايديولوجي بين المعسكرات الشيوعية ،
فلم يستمر كينيدي طويلا في مشروع عزل الصين ولا في جعل الولايات المتحدة قوة عظمى ومركز قرار عالمي لسلطة آحادية ، خاصة مع تفعيل قيام نظام عالمي قائم على التوازنات ،
ان الفشل الذي منيت به دول الاتحاد السوفياتي يكمن في ضرب الوحدة العربية وتفعيل الانقسام في العالم الاسلامي ومواجهة العقيدة الاسلامية ،في مصر ولبنان والمملكة السعودية وافغانستان ،....
وهذا ما جعل من العالم الاسلامي ،في مواجهةحقيقية مع دول الاتحاد ،خاصة بعد ما ارتأته ايران من ثمن سياساتها معهم في انه لعبة صغيرة في يد المجتمع الدولي......
اجتمعت الاهداف للثأر من دول الاتحاد وبدأ ذلك انطلاقا من الولايات المتحدة الاميركية في محاولة لعزل الروس والقضاء على مشروع كينيدي-خروتشوف اي اوباما-بوتين...
وهذا يتضح اليوم من خلال مجريات الاحداث السياسية في الصراع السياسي الذي دخلت على حدوده الصين والدول الاسلامية في تعميق الخلافات الاميركية -الروسية وتهديد روسيا بالمواجهة العسكرية والتي من جانبها هددت باستهداف الصواريخ الامريكية.....
ولكن ما يثير الجدل هو التصريح الاسرائيلي المندد لايران في حال استهدفت ايران اسرائيل بقتل الاسد ، علما ان اسرائيل تنال من الاهداف الايرانية في سوريا ، ولا يحق من جانبها ان ترد على اسرائيل....
اضافة الى ان روسيا كما صرح الرئيس نتانياهو ستكون بمرمى الكيان الصهيوني ،
وهذا يوضّح ان السلاح الكيماوي الذي باعه النظام السوري لقاء ما يتقاضاه من رواتب واموال ،استخدمته الجهة المستقطبة له بارتكابها المجازر على الشعب السوري ،
فكيف للمجتمع الدولي ان يتلف سلاحا في حالة حرب..
وتعلم الولايات المتحدة الامريكية ذلك جيّدا ،في ان الضربة الموجهة للنظام السوري ،اعقبها تصريح روسي مسبق بالنفي باستخدام هذا السلاح في سوريا وهذا ايضا يضعها في مواجهة مع المجتمع الدولي من ناحية ،وقرارها الصادر بتزويد النظام بالاسلحة ،
وهذا لا ينفي مجزرة الكيماوية التي انقسم العالم حول نفيها وتأكيدها ،بل يؤكدها في ازمة الصواريخ التي ستدخل اميركا-اسرائيل في مواجهة.فالتاريخ يعيد نفسه، وبادق التفاصيل في المنطقة
انا أجزم أن ترامب، ومعه مجلس سياساته الخاص به في البيت الأبيض قد قراؤا تاريخ جنكيز خان ( التتار)، إبان هجومه على المشرق، وهم يطبقونه اليوم.
سياسات الرئيس الخاصة بالأمن القومي الأمريكي مرسومه منذ زمن، لكن للرئيس الحق في انتهاج اي سياسة لا تتعارض مع الأمن القومي الأمريكي، وما يفعله ترامب في الملف الاقتصادي الأمريكي هو خاص به وبفريقه السياسي في البيت الأبيض، وهم يطبقوا تماما سياسة جنكيز خان على العرب عندما انهارت الخلافة العباسية، الذل والهوان، ودفع الجزية، والتحكم بمصائر الأنظمة والدول العربية.
سبحان الله التاريخ يعيد نفسه، لان العقلية العربية عادت كما كانت في فترات الذل والهوان في التاريخ الماضي، الصراع الداخلي العربي لأجل السلطة والمال، حب الشهوات والملذات، وسوف يدفع العرب كل ما لديهم لترامب خليفة جنكيز خان، وفي النهاية سوف يتخلص منهم ترامب،واحدا، واحدا، وبطريقته الخاصة، كما تخلص جنكيز خان من كل حلفاءه.
كانت البداية هجوم جنكيز خان على بغداد، فسقطت بغداد، ثم بعد ذلك على دمشق، فسقطت دمشق، ثم عندما اقترب من القاهرة تصدى له المماليك وهزموه في معركة عين جالوت.
انظروا تشابه الأحداث بين الأمس واليوم
لذلك اقول من نصر أمة الإسلام على التتار سوف ينصر هذه الأمة على جنكيز خان هذا الزمان، ولكن المسألة سوف تأتي بغير ما يتوقع العرب وإعدائهم من الغرب والصهاينة ومن المستعربين