أمي.. أنسام حياتي..
هيام فؤاد ضمرة..
أنسامٌ تربتُ على خدِّ الوردِ واللُجُبِ
والقُبلةُ الدافقةُ يَتعرفها انتماءُ النسبِ
وأمي هي التي اشرأب لها عنقُ الفخرِ
فاستضاء النورُ في جبينِها وشعَّ بالفجر
وهذا الزمنُ يَجْرِي سَريعا كالسُّحُبِ
يترَحَّلُ بلا هَوَادة غيرُ منسُولٍ من هُدُبِ
وما زِلتِ بضَميرِي وَقدةٌ يُذكيها شَجوٌ
والنايُ يئِنُّ حَنيناً كُلما نادَتكِ أستارُ حُجُبي
أقبلِي أمي وطيْفكِ الذي يأتيني جامِحاً
فينثالُ عليّ لحنِ الجوَى مُذ رأتكِ نُجُبي
ومُذ تعلَّقَ العَطفُ بأحبالِ القلبِ حانياً
ومذ نطقتْ أوتاري التي للأماني أدَوْزِنُها لحني
قد ألِفتُ ذي اللحنِ بحَضرةِ حَنانَكِ فيا لهفي
كم لهذا الحُبِّ يُغري أنفاسِي بجدي ومَسرَحي
وكم يَجُودُ قلبُكِ للقلبِ الذي أسلمتهُ قيدي
كلما طفْتُ في مُقلتيْكِ طوافَ مؤمنٌ للتقدسِ
صَليْتُ في مِحرَابِ طبْعِكِ هوىً ولم أفقْ
يا نسمتي التي أحَبَّ أسيلي مُداعبةَ أنامِلَها
يا غوايةُ مُقلتي إذ تراكِ قصيدتي وقافيتي
أرَطّبُ فيكِ الأماني فيلينُ بي خَصبي وفصلي
كم سُقتُ إليكِ أخيلةَ وَعيِّي أنتشِلُ تراتيلَ نشأتي
فيَستعمِرُ مَسامِعي صًوتُ زَجْرَكِ وجِرسي
كلما أفاقتْ فصَائِلي في اشتِعَالاتِ شقوَتِي
أسائلُ قلبي الذي عَشقَ فيكِ مبسمَ أنسُك
فيكِ وَجدتُ صُوًاعُ الرَّحمةِ مُمتِلئاً ليكتمل حقي
وتَلمَسْتُ في رَحلِ حَنانِكِ بَراءَة رُسُلي وحظي
فخُذِيني أمِّي في أحضَانِكِ إبنةٌ بارَةٌ تآزرك
اقترِفُ بِرِّي إليكِ مِنْ عُمقِ نفسي وحِسي
فأصْبِحُ وأمْسِي وأهذِي بربيعِ عُمرٍ يُسْري
يا قلبَ قد هَلَلَ البَهاءُ بنحرِها وقدِّها
وأشرَقَ النهارُ خَصباً بوَجهِها حين ترسُو
وتهليلها لحنٌ شجيٌّ يَمُسُ عَصَبي فأغفُو
باستِسلامٍ يَجني هُدوءاً لعنانِ الأحلامِ تَنْغَمِسُ
وكلُّ العَنادِلِ تعزِفُ لُحوناً تُؤنِسُ الشّغافَ عفافاً
فلعيونُكِ أمي تبتهِلُ العُيُونُ لُغةَ الصلاة وتأسو
-
hiyam damraعضو هيئة إدارية في عدد من المنظمات المحلية والدولية
التعليقات
السماء تشهد والارض محيانا..والعقل والفؤاد والسمع والبصر ويدانا
كانوا ماء أسد به رمقي اذ كنت ظمآنا .. رحلوا وتركوني للماء عطشانا
برد وسلام كانوا اذا القيظ اعيانا.. نور وريح عليل كانوا اذا الليل اغشانا
ملجأ كانوا ودرعا يحمي حمانا..مرسى نحتمي به وصخرة كانوا لنا شطئانا
رب ارحمنا وارحم والدانا..رب اغفر لهما كلما انفلق الصبح اليك رجانا
ماهر باكير