هذه صفاتهم .. - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

هذه صفاتهم ..

  نشر في 17 غشت 2017 .


مررت في حياتي الشخصية على العديد من الناس ، و على أصنافٍ مختلفة ، فقد احتككت بالصغار و الشباب و الشيوخ و بعلماء الدين و أساتذة المدارس و أساتذة الجامعات و زملاء الدراسة و الأصدقاء و الأهل و غيرهم ، وأستطيع القول بأني اكتشفت بعض الصفات التي لا يتحلى بها إلا فئة قليلة جداً ، و التي تجعل منهم هذه الصفات أناس مميزين و عظماء ولو لم يكونوا مشهورين بين الخلق ، و في الحقيقة يولد الإنسان بهذه الصفات ، ولكنه يفقدها تدريجياً بسبب التنشئة الخاطئة في المجتمع .

- الإنسانية :

مفهوم الإنسانية لدينا مضيق عليه بشكل كبير جداً ، لأننا وضعنا عليه حجب كثيرة متمثلة في الدين و الجنسية و المذهب إلى أن نصل للقرابة ، فمثلاً حز في نفسي عندما رأيت البعض يكفر الفنان الكبير عبدالحسين عبدالرضا فقط لأنه من الطائفة الشيعية ، و أُحبطت لما رأيت البعض يحتاج للتأكد من شرعية الترحم من علماء الدين ، للأسف أن البعض وصل لهذا الحال المزري ، فالإنساني لا يهمه المذهب و لا الدين ولا الجنسية ولا القرابة لكي يتعاطف مع الآخرين ، فالمنطلق لديه للإهتمام والحب و التأثر هو الإنسان فقط ولا شيء آخر .

- الإعتراف بارتكاب الأخطاء :

هذه صفة من أهم الصفات التي نادراً ما أراها بين الناس ، وهي صفة الإعتراف بالأخطاء ، وما أحزنني أكثر أنني لاحظت أن هذه الصفة غير موجودة بشكل واضح وجلي حتى بين طبقة المثقفين ، والذي من المفترض أن تكون هذه الفئة هي من تبدأ بنفسها بغرس هذه الصفة فيها ، ولكن ولله الحمد يوجد من يعترف بأخطائه ولو أنهم قلة قليلة ، بل هناك من هم أفضل من ذلك ، أعني بذلك الذين يعترفون بأخطاء لم يقترفوها لأجل مصلحة أكبر كاستمرار صداقة أو أخوة .

- الإيثار :

أنا في هذه الصفة العظيمة لا أقصد من الإيثار بالأمور الصغيرة والتي هي موجودة في الجميع بنسب متفاوتة ، وإنما أعني الأمور الكبيرة ، كأن تكون بأمسّ الحاجة للمال و يأتي شخص محتاج و يطلب منك مساعدته مادياً فتساعده بدون تأنيبٍ للضمير ، وكل ما زاد الإنسان إيثاراً زادت تضحياته ، هذه الحالة التي يُأثر بها الفرد الآخرين على نفسه هي حالة نادرة الوجود في زمننا ، فأغلب الناس لا يهمهم إلا أنفسهم ، بل يقومون بأفعال تسبب ضرر كبير للآخرين ، يفعلونها فقط لأنها تخدم مصالحهم ، و هنا تظهر الأنا في أبشع صورها .

- التواضع :

وهذه هي الصفة الأخيرة التي سأتحدث عنها ، في هذه الصفة سأحاول إيصال الفكرة بضرب الأمثال الواقعية ، فمثلاً المتواضع لا يتحرج من اللعب مع من يصغرونه سناً و بالخصوص الأطفال ، المتواضع لا يخجل من التحدث مع من هم أقل منه علماً وفكراً ، المتواضع لا تهمه المناصب ولو كانت صغيرة ، فهو يعتبرها تكليفاً و ليس تشريفاً ، المتواضع لا يحب أن يُمدح بين الناس حتى ولو كان يستحق هذا المدح و الثناء ، المتواضع إنسان بسيط دائم الإبتسامة ، لا يحمل في قلبه الكره و الحقد و الحسد لأحد .

عمار محمد



  • Ammar
    عمار محمد علي ، طالب جامعي محب للعلم
   نشر في 17 غشت 2017 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم













عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا