هل الإله يختار لى عوضاً عنى؟
الإنسان الحائر ما بين الحرية و الجبرية
نشر في 06 فبراير 2018 وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .
قبل أن أقوم بطرح الطرح الخاص بى عن الحرية و الجبرية أريد أن أسألك سؤال ، هل فى يوم من الأيام طرحت أنت على نفسك هذا السؤال( هل أنا مُسير أم مُخير !؟!؟ ) ؟ وهل توصلت إلى شئ أى إلى نتيجة ؟
هل أنت مُسير أم مُخير ؟
جميع البشر يعلمون بأن لهم بداية و بالتبعية لهم نهاية أيضاً لكن ما بين البداية و النهاية ماذا يوجد ؟ ، يوجد عالم لا نعلم عنه الكثير سوى بعض الأشياء التى نختارها كالمأكل والملبس و المشرب فقط و نجبر فى باقى الأمور ، والأديان تخبرنا بأن هناك كتاب فيه كل شئ عن حياتنا قبل أن يوجدنا الإله فى هذا العالم و حتى نهايتنا أى مماتنا و من هذا المنطلق يعيش الأنسان حالة من عدم الفهم فيقول لذاته دائماً هذا السؤال ، أأنا أختار أفعالى أم الله ؟
أأنا أختار أم لا أختار ؟
هل أنا مُسير أم مُخير ؟
فيبدأ المرء حالة من الشك فيسأل نفسه سأحاسب أم لن أحاسب أبداً !؟ كيف لى أن أحاسب على أفعال لم أقم بها !؟ كيف للأله العادل أن يحاسبنى و أنا لم أختر بملء إرادة منى !؟ ( هذا إن كنت مُسير أما إن كنت مُخير ) فلما لم أختر أبواى أو أخوتى أو حتى محل ميلادى ، فيظل المرء فى حالة من الشك فى الإله العادل مع عدم الفهم و المعرفة فيظن أن الإله ظالم مع أن الإله عادل فلا يجوز عليه الظلم أبداً ، لكن سرعان ما يتعافى المرء إن أراد التعافى و من ثم الوصول إلى الغاية الحق و هى الحقيقة لكن ما هى الحقيقة ؟
الحقيقة أننا نقع فى الإطار الأوسط ما بين الحرية و الجبرية أو ما بين الأختيار و الأجبار فكل أفعالنا تخضع لإرادتنا مكنونة فى عقلنا الحُر فى نطاق المشيئة الإلهيه و بالطبع تسأل كيف ذلك ؟
أنت لا تختار الهوية الجنسية كأن تكون مرأه أو رجل و لا حتى هويتك كأن تكون عربى أو أعجمى و لا تختار أيضاً لون البشرة فكل تلك الأمور مقدرة عليك من قَبل الإله ، لكن ماذا نختار ؟ نختار أن نكون أخياراً أو أشراراً ، لدينا دين أم ملاحده ( لا دين ) ، نسير على تعاليم ديننا أم لا نسير
أما بالنسبة للسير وراء الأهداف إن لم يتحقق الهدف أوقتها نكون مجبرين أم مخيرين فنحن أخترنا بملء أرادتنا لكن لم ندرك النجاح ، وقتها ندرك حقيقة أن جميع أفعالنا بأختيارنا لكن في نطاق المشيئة الإلهيه فما نختاره هو يعلمه و ما نرفضه هو يعلمه أيضاً لأنه عالم بما أتى و يأتى و ما سيأتى لأنه من خلقنا ، و ليتبادر لذهنك الفهم دعنى أسوق لك هذا المثال تَعلم الأم كل شئ عن طفلها ما سيختار و ماذا سيفعل إيذاء ما يواجه من مواقف و بالتبعية عندما يكبر أيضاً لأنها هى من رَبته فماذا تستطيع القول ؟ مقارنة بالذى أوجدك فى هذه الحياة بالطبع يعلم و يساعدك فيختار لك الخير و الصالح الذى لا تستطيع أن تراه الأن بعد فشلك فى شئ ما فوقتها تكون متأثر بصدمة الفشل التى أصابتك لكن مع مرور الوقت تقول لنفسك أن هذا هو الأفضل لأن هناك خيراً أكبر بأنتظارك لكن أبحث عنه لأنه قريب منك
هذا الطرح نجده عند الأشاعرة و مؤسس ذلك المذهب هو "أبو الحسن الأشعرى" و هم الذين قالوا بأن الأنسان تنطوى حياته على الأثنان معاً الحرية و الجبرية معاً و ذلك عكس ما قاله كلاً من المعتزلة و الجهمية ، فالمعتزلة مؤسسها هو "واصل بن عطاء" و سميت بذلك بسبب الخلاف الذى نشب بين "واصل بن عطاء" و "الحسن البصرى" فى حكم مرتكب الكبيرة و على أثر ذلك قام و ترك "واصل بن عطاء" مجلس "الحسن البصرى" فقال "الحسن البصرى" إعتزلنا "واصل" فسمو بالمعتزلة على إثر ذلك و هم أنصار الحرية ( الأنسان مُخير ) ، أما الجهمية و هم أتباع "جهم بن صفوان" و هم القائلين بالجبرية ( الأنسان مُسير ) فى جميع أفعاله
وفى النهاية أقول لك إن كنت تظن أنك مُسير فسأل نفسك لما يحاسبنى الإله على أفعال قد قدرت على و أنا لم أخترها ؟
-
Ahmed Mohamed Fathiأقوم بالبحث والتفكير وكتابة كل شئ له علاقة بالعلوم الفلسفية تلك العلوم التى هدفها التفكير ؛ ذلك لمحاولة صنع مجتمعات مثقفة فاضلة هدفها التفكير للوصول إلى واقع أفضل ملموس وصنع الوعى لكل فرد .
التعليقات
بالتوفيق في كتاباتك القادمة .
موضوع جميل و طرحك جميل له أيضاً، كما ان لدي خلفية عن ما تحدثت عنه مسبقاً مما جعلني أتذوق مقالتك.
أحب أن أقترح عليك سماع الغزالي عندما تحدث عن القضاء و القدر.