#المعجم_الوقح

ليس من باب الصدفة استعمل نيكوس كازنتزاكيس كلمة الحفر ... ولا ميشيل فوكو مصطلح الأركيولوجيا عندما أرادوا الفهم أعمق ... في الذات والوجود عند الأول ... وفي الموروث المعرفي عند الثاني.

طبعا يا اصدقاء .. اذ علينا أن نعود الى ما سبق كي نستطيع استيعاب القائم ... وعندما نستطيع الفهم بالقدر الكافي .. سوف نقدر على التأقلم والصمود .

قبل كل هذا ... قبل التجوّل في الماضي و استخلاصاته ... فلننطلق من هنا .. من الآن :

من حياتك القاسية ... وصعوباتك التي لا تكاد تنتهي حتى تطفو على السّطح صعوبات أخرى ... هههه يالك من مسكين ... كم مرّة راودك الاحساس بأنك محاصر ... لا تجب ... فقط عد لنفسك وتذكّر محنك التي تؤرق مضجعك ... دع الهزيمة تعبر عن ذاتها ... تحسّس ندب روحك ... تلك الجراح العميقة التي تركت أثرا لا ينمحي ...

لا ... لا تبك ... لا تتنهّد حتّى

فقط استحضر كم هي الحياة صعبة وقاسية ... كأن مؤامرة كونية تحاك ضدّك كي تمنعك من الانطلاق ... جيد جدا ...

بعد كل هذا وحتى لا ينقلب النّص لمجرّد بكائيّات حقيرة لا تدفع للأمام فلنعد للحفر ... فلنتذكّر من نحن علّ الافادة تحصل .

هل نسيت أّنّك النوع الأكثر تطوّرا؟؟

هل نسيت أنك آت من غياهب الماضي السحيق وأكثر البيئات تطرفا وقسوة؟؟ ... ألا تعلم أنك عشت بين آلاف الأخطار تحدق بك من هنا وهناك وركّعت الموجودات من حولك لا لشيء الا كي تحقق البذخ ؟

أسلافك لم يضمنوا استمرار نوعك الشقيّ بالتبكّي ... بل فهموا باكرا أن البقاء يعني الصراع ... وأن الصراع لا يتطلب قوة فيزيائية شرطا بقدر ما يتطلّب إرادة عنيدة يركع المستحيل خاضعا لها ...

هذه هي رسالة الرسوم في الكهوف الأولى ... الصورة الأولى خلّدت رمحا ودهاء لا دموع ...

إعلم أيها الأنت أن الحياة وقوانين الكون موضوعيّة وجبانة ستنصاع لإرادتك سواء كانت انهزامية أم عنيدة ولو بعد حين ... فكفاك غباء أيها الشخص واختر سعادتك .