ازدواجية مفهوم الخوارج
تعرف الى الدولة العربية التي تحكم بشريعة الخوارج!
نشر في 14 يناير 2016 وآخر تعديل بتاريخ 08 ديسمبر 2022 .
لم يكن مصطلح "الخوارج" معروف عند الشارع العربي عامة, تكاد معرفته مقتصرة على طلبة العلم الشرعي وذوي الأطلاع والالمام بالشريعة الإسلامية, لكن منذ فترة وهذا المصطلح يحقق ارقام قياسية من حيث التداول والجدل, و يعود فضل أنتشار هذه المصطلح عندما أتهم وأعتبر تنظيم "الدولة الإسلامية" أحد فرق الخوارج من قبل شخصيات ومراكز أسلامية عديدة في العالم الإسلامي قدمت فتوى بهكذا خصوص.
ليست الغرابة في قتال من هم "خوارج" كون قتالهم واجب شرعي ونصرة وخلاص للأمة, لكن الغرابة عندما يستغل هذا المفهوم بإزدواجية رخيصة لأجل غايات سياسية ومصالح حكومية, اذً التشيع تمدد وأنتشر ولم يقولوا علمائنا عنه شيئا, هذه "اليمن" بالامس كانوا "زيدية" أقرب على أهل السنة واليوم أصبحوا مطايا "الاثنى العشرية" بالرغم كان أحدهم يكفر الأخر, فضلاً عن تشيع مسلمي أفريقيا وأندولسيا, وليس فقط التشيع, انما حتى الالحاد حيث"الالحاد" والإفكار اللادينية تنتشر وبكثافة وهم عن مواجهتها معرضون, لا بل وصل الامر "التنصير" ثتمدد ووصل الى مخيمات اللاجئين السوريين في لبنان ولم يهسوا حرفاً او ينتفض لهم ضميراً, كل هذه المخاطر التي تتكالب على الاسلام لم يكن لهم منها موقفاً وأن وجد ضعيف بكل أسف, لكن عندما تعلق الإمر بتنظيم الدولة ولأجل غايات سياسة قبل أن تكون شرعية, وظفوا أعلامهم وسخروا أمكانياتهم لمحاربتهم وأثبات ضلالهم وسوء معتقدهم.
لست بصدد الدفاع عن "التنظيم" فهو يملك من يدافع عنه ولست انا بمدح الكيانات والجماعات, على العموم ما يهمني أستعراض هذه الازداوجية الرعناء لدى المراكز الإسلامية والعلماء على الشاشات التلفزيونية الذين فتحوا باباً للشبهاب أما الشاب المسلم المسكين الذي أصبح دمه يراق على أثر تلك "الفتوى" في ساحات الجهاد, حتى أصحبت فتوى القتل والحد؛ كأنها شربة ماء وقتل دجاجة بين الفصائل الجهادية, بل لاعجب أن وصلت شهداء قتلى الفصائل فيما بينهم أكثر من شهداء الذين قتلوا على يد الميلشيات النصيرية والشيعية.
على العموم كلنا سمعنا عن خطر "الخوارج" في الإسلام, واي معرفة وأستماع مبالغ بشدة ومضاعف بحدة بمباركة وأصحاب الفضل المراكز الفقهيه والعمائم الاسلامية, لكن السخرية عندما حدثوننا عن الخوارج وخطرهم ووجوب محاربتهم, لم يحدثونا ولم يخبرونا بأن هناك دولة للخوارج في الوطن العربي يجب أن نحاربها غير خوارج تنظيم الدولة, فدولة من الخوارج لها سيادة وتحكم بكل حرية يكون خطرها أشد.
نعم دولة عربية مستقلة عقيدتها ونظام الحكم والدستور فيها "خارجي" بأميتاز هي "سلطنة عمان" تلك المملكة التي تحكمها أحدى فرق الخوارج المسمى "بالاباضية" التي تنسب الى مؤسسها عبد بن إباض التميمي, اما عن أبرز معتقداتها:(يقولون بخلق القران, ينكرون بعدم رؤية المؤمنين لله تعالى في الآخرة, مرتكب الكبيرة عندهم كافر:كافر نعمة أو كفر نفاق, الخ)
لمعرفة عقيدة هذه الفرقة اضغط هنا
حيث يقدر عدد سكان هذه الدولة من الاباضية الخوارج بالرغم ما يلتف حول هذه النسب من غموض بحسب المفتى العام لـ "سلطنة عمان" الاباضي الخارجي وحسب وزير خارجية الاباضي الأخر على حد تعبيرهم "يمثلون -الاباضية- نسبة 70% من الشعب العماني" وهذه النسبة مبالغ بها حسب تعبير سنة عمان, الذين يعانون من مضيقات وأضطهاد من قبل الاباضية بشكل كبير لكن المصالح الخليجية والعربية تتمتنع عن تسليط النظر على معاناتهم
لمشاهدة فديو يشرح معاناة السنة في عمان اضغط هنا
والاغرب أن هذه الفرقة لها من الافكار والمعتقدات ما هو غريب ومنافي للصواب والكتاب, فضلاً عن هذا يسلكون نهجاً يسعى للمقاربة بين السنة والشيعة مدمرين بهذا اهم الثوابت العقدية في منهاج اهل السنة والجماعة, وهنا أطرح سؤال خالي من اية عفوية, هكذا فئة وقضية (الاباضية) مابين الشيعة والخوارج, اليس من المفترض أن تكون حديث قناتي "وصال" و "صفا" والكلمة لاتفارق برامجهم وخطاباتهم؟ لماذا هذا التغاطي؟ والى متى الازدواجية والخوف من قبل العمائم والمراكز الاسلامية؟
والسؤال الاهم متى ينتهي نزيف دم الشباب المسلم من ابناء الفصائل والجماعات نتيجة الفتاوى المتبادلة, اذ أصبحت الفتوى لدى جميع الفصائل في الساحة السورية, بدأ من تنظيم الدولة الى اصغر فصيل اسلامي كأنها حرب باردة وقودها الابرياء والشباب الغافل!
-
العم حماديالعم حمادي كاتب ساخر ومحلل سياسي جاد, أكتب في الواقع السني العراقي وهمومه, من ليس معني بالشأن السني العراقي لايفهم ماذا أكتب, والمصاب بداء الانتماء لايسعد بما أكتب.