تشرين الأول
كانت ليلة باردة وموحشة من ليالي الخريف الأخيرة. أمضيت فيها الليل كله خلف بلور الباب المؤدي للشرفة ، اطالع وجهك في ارتجاف اوارق شجرة العنب التي لم تتوانى الرياح عن هزها، محاولة سلبها ما بقي بجعبتها من أوراق، من إخضرار وجمال.
شجرة ممتدة تغلف منزلي وتحيطه باهتمام وحب كما كان أحدهم يفعل معي ذات يوم ..
متعِب هذا الصباح، أغادر المنزل تحت شمسه الباهتة و جوِّه الخانق الذي لا ادري من أي فصل استوحي ...
ركبت الحافلة، أتساءل و أنا أسلك الطريق الذي اعتدت على قطعه وأنا أكتب لك، أسأل عنك و عن صباح تلك المدينة، عن موعد ذوبان الثلوج و عن طعم القهوة وسط كل ذلك البياض والجمال ..
تُراكِ تتذكرينني الآن، تُراني خطرت على بالك وأنت تقطعين شارعا ما، تلامسين زرا من أزرار هاتفك، أو تحدقين الى لوحة أو لون أو كوب قهوة، أو ورقة خريف او تُقَلِّبين صفحة كتاب ما .
لا أدري ...
كل ما أعلمه أني وطوال تلك المدة الطويلة من الإنقطاع، لم أتغلب على إدماني بك، كل ما كتبته بذلك الكتاب البالي عن النسيان وأفيون الحب ودروس اللامبالاة، ووصفات التظاهر بالقوة، كانت مجرد فائض كبرياء، أو مواساة لشخص لم يجد من يمسك بيده، لم يجد من يواسيه عن خساراته، ومثل مهزوم بميادين وساحات الحب كنت ومازلت، كل الانتصارات ضدكِ تبقى مجرد هزائم و خسائر أستشعرها بمرور اليوم و الأسبوع و الشهر و العام الأول ..
ألمسها في كل شيء حولي.
بعيدا عن الجميع أتجرعها بزاوية ليل وعويل رياح وورقة عنب وكوب قهوة بارد لوحدي
وأنا مدرك أنك بَعدي،لن تحبي أحدا مثلي ...
كل ما ستفعلينه هو محاولة ملء مكاني بفراغ رجال آخرين .
آرثر
-
Abdelghani moussaouiأنا الذي لم يتعلم بعد الوقوف مجددا، واقع في خيبتي