لابن سلفيت شغاف قلوب الأمهات - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

لابن سلفيت شغاف قلوب الأمهات

هيام فؤاد ضمرة

  نشر في 24 مارس 2019 .

لعمر أبو ليلى ابن سلفيت

شغاف قلوب الأمهات..

هيام فؤاد ضمرة..


ابنُ (سلفيت) يا إبني المُبجل وابن كل الأمهات العربيات، يا صانع ملامح الرجولة للأحداث السامقات، أجزيك محبتي وشموخي، وموج شغف يُنافس عِشقا مدخوراً في قناديلِ الأمهات المترفات بالوعود السابغات أذيال المنى، ترجلت شهيداً عفيفاً ناضر البسمة تهدهِدها روحٌ تعشق طهر التجليات، فلك الجنان يا أعزّ الناس ولك تشرِّع بواباتها نشوة تعبر سُحب البقاء، قد أسرجت خيول الحُلم مُستعيداً للبطولةِ وجوهٌ تضيء أنوارَها في دُرُوب الحُريات، ليت فينا مثل ما تحمله من صفات الأسود، ليت فينا مخالبٌ تنغرز سعيراً في صدور الأعادي، في عهدٍ ما عادَ يتنادى فيه العُربُ كمثل الأباة لساح الوغى، ما عادوا يستلهمون أسباب النصر مذ أن ضجرت فيهَم مغريات المناصب والمحاسب، إذا ما مرت بهم نائبة أخفضوا الرؤوس ولعجت في الصدور همهمات الخيبة تذكي فيهم لعنات الاندحار.

فلك يا ابن سلفيت مراتب الشهداء فرُشٌ من استبرقٍ أبرَق وديباجٍ مُدبجٍ ناضرِ اللمسات، قد أحسن الله فيكَ وجهاً يُبدي للنورِ زُخرفاً وآيات زاهيات، أبناؤك يا فلسطين عشقوك ولثموا ترابك وشمروا عن سواعدٍ جادَ شأنها ليوم الصولات، يا فرح ابن الوليد وصلاح الدين وبيبرس يا خيولنا الصافنات المشنشلات الحشايا، ها نحن نطعمكم لبَّ أفئدتنا لتثور فيكم الفلك السابحات، كلما استغرق بالعُربِ المنام نهضت بسلامة جذعها أفئدة المختارين ليُسجلوا شطرَ القصيدِ بالانتصارات، ها هم أبناءُ فلسطين يُطلقونَ أعيرة نضالهم بالفرادةِ من البطولات، ويسجلون انتصاراتهم الفردية بكل قوة وشرف ثبات، فاستيقظوا من سباتكم وانظروا أمامكم أيها العَرب المُستغرِبون الذين غفِلَ فيهم الواعون، واستمالت وعي الحالمين فيهم ديباجات الأكذوبات، فمالت قلوبهم مشوهة وتشوه بهم العقل والمنطق ليستنكروا على بني جلدتهم الأحقيات.

فلسطين ها هم أبناؤك الذين عشقوك زهواً وفخراً، ما تريثَ فيهم نضالٌ ليَصنعُوا بفقرِ الأدواتِ الانتصارات الباهرات، أبناؤكِ مشاريع بطولة كي تُضَمِّخ بالمِسك ثوب المُروءة فداكِ لأقصى علاك، رضعت حليباً فلسطينياً من ثدي يَعرُبي يَشِعُّ نوراً حتى يظل الشريانُ موئل الانطلاق، إن داهمتك يا أرض الدواهي هبوا قلباً واحداً تآزر للانقضاض على رؤيا الضياع في مقلةِ الغايات، يأبون القنوط والاستسلام لإلا يصيبهم خسران أرض الجدود، وتراب العزّ غلبته مُسغبات الفقر فأمسى حصيرهم مترباً ينادي فيهم المرؤة حتى يعالجوا الخسارات، لما وجدوا الحلمَ مصلوباً على قارعة لن يشترى رصيفها إلا بالدماء، فلا ضاعت أصواتهم بين هشيم مُنقطع النظير يأتلفُ للمودةِ دينٌ هو القوة وهو العزوة لبث أجَلّ السمات.

ألا فانهض في سبيل التحرير قامة سامقة على غرار نهوض عُمر ابن سلفيت واملأ الدُنيا انبهارا وفخاراً، فمن نام سأماً لم تنتظره الحياة بكرامة الطلقاء، لا تخشى عدواً تحصن بآلةِ حربه فوراء الآلة جسدا ينتفض خوفاً في غربة من أتى غازياً ليس يملك الدافعية للجهاد، انهض فعمر طرز ربيع الوجود وارتدى بردة الفخر ليعيش بيننا مدى الحياة أيقونة تُسبغُ شعاعات الأمل وتنير الدروب لأمة استغرقها الغياب، قد خلقت طليقاً تنعم بالحرية وتعانق بعينيك الوطن الأم وتشدو للانتماء إليه بالأغنيات، انهض وغرد كالطير أينما اندفعت بك الهمة، والثم زهر بلادك في مروجها الزاخرات، واقطف ثمار الرُبا في أوجِ رُباه، كذا أنت يا ابن الوطن لست الذي يحنى لمن كبلوه الجباه، ارفع الرأس عالياً وطاول الأعناق فجبهتك لم تخلق إلا للسجود والصلاة.

لن تخلع بلادي ثوب عزها وفخارها، فلا رواحل تتوقف في منتصف الطريق، فالأرض هنا خلقت لتصنع الرجال وإن ندروا، ليتفيأوا المجد الذي ورثوه ذات يوم آفل، فما من عشق يخبو والأرض تمضي بالعطاء كيما لا تترجل الكرامة عن سروجها وتفئ في الزوايا البعيدات، فخوابينا العامرة ما زالت ملأى بالبطولات، وما زال الأبناء ينسجون تاريخ النجباء، وأفضل الناس من يهبك عمراً وآمالاً عِظاما، لإلا تختلج القلوب بعلل المنبطحين عند أقدام جبابرة الهيمنة فتغريهم فيهم الأمنيات الكِذاب، فذو الأقدام ديدنه الغدر والاستيلاء والإسراف في مراتع كهان الاستعمار.

فلقلبك عُمر نُضيء قناديلنا أقماراً مُنيرة مُثيرة، ونرفع راياتنا لقدرٍ اصطفاك للبطولة والرجولة، لترفرف عالياً بصخب القسمات، فلحبك أنامل شرف تفلق صخر الدُجى، وتقهر عدواً أضنته بطولة رجل قل نظيره دوَّن للتاريخ نضالاً رجولياً كاسحاً كرُسول يُبلغ بطهر العبادات، سنردد اسمك بالفخر طويلا، وسنطلق اسمك تيمناً على كل الأطفال، سنسأل والدتك بأيِّ الأساليب التربوية العليا ربتك وبأيِّ لقيمات الخبز ألقمتك، وبأيِّ يدٍ هزَّت سريرك، وبأيِّ أغنية هدهدت لحظات نومك، سنكتبك شرفاً متألقاً في أوراقنا وسنحدث أبنائنا عن كافة تفاصيل سيرتك، سنقتفي كل أثر تركته، وكل خطوة عرجت بها إلى نوافل التاريخ كي نحتفي بوجودك، فأنت يا ولدي يشتهيك الوطن كي تطيح بخيبتنا ويأسنا واكتئابنا، ونعود للهدف العظيم ونأوي للحقيقة الأعظم فلسطين وطن الفلسطينيين العرب وستعود إليهم حرة أبية.


  • 5

  • hiyam damra
    عضو هيئة إدارية في عدد من المنظمات المحلية والدولية
   نشر في 24 مارس 2019 .

التعليقات

في جنات الخلد ان شاء الله
1
hiyam damra
اللهم آمين يا رب العالمين

لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا