كم من مرة شعرت بوعي و بدون وعي بمدى ملل و الضيق في نفسك ... احيانا تفاجئني حالة من الملل و انخفاض الهمة ... او الضيق ... او الحيرة .... و ناخد قرار باننا اما ننعزل او نندمج في زحمة مهام كتير نعملها او نندمج في وسط زحمة ناس نشاركهم ... من كتر ما أصبت بهذة الحالة كنت باصبر على نفسي و ادرسها و اتذكر اني كتبت على صفحتي على الفيس مدى مملي أو احباطي.... و كان يشاركني الكثير من الناس اما بالنصيحة لذكر الله او السؤال عني و عن احوالي .. او بمشاطرتي انها سوف تذهب لو بعد حين.
و اتذكر المقال الذي قرأته منذ سنوات أشعرني أن الموضوع قدري بحت حيث كتب عنها عبدالوهاب مطاوع بوصفه لحالة ملل و انخفاض الهمة بانه حزن غير مبرر و يسميه الضيف الثقيل... كان يسمح له بالتواجد و و يقاسمه قهوته و مأكله و يومه يتقبله الي ان يرحل بسلام.
و في احدى قراءاتي وجدت من يتسائل مثلي ووضعوا موضوع الملل قيد البحث و كان مجمل تحليلهم عدة أسباب منها...
أن السوشيال ميديا هي السبب و متابعتها هي التي قتلت فينا روح الاثارة ...فالاخبار متداولة حتى اصبحت اعتيادية و ادمان الدوبامين المادة التي تجعلنا نشعر بالسعادة عند تجربة شئ جديد انعدمت من كثرة اعتيادنا عليه و التعود.
و كذلك التكرار و الروتين بيقلل اهتمامنا باي مهام بنعملها يوميا... اصبحت اعمالنا اليومية من سهولتها اصبحت دون قدراتنا و مهاراتنا و لا تحفزنا... احساس ان ما حولنا لا يستحوذ على اهتمامنا و انتباهنا ... احساس جهل نفسك و ضياع هدفك بيجعلك تمل من وجودك.
استطعت اعرف حل واحد بيخليني اعرف اخرج من الحالة دي و هي التقبل و السعي ... تقبل حالة الممل و انخفاض الهمة و احساس اني أحتاج لحالة من السكون و الرفق بنفسي و لا احملها فوق طاقتها ولا الومها ... أتركها لتعبر مرحلتها بسلام و هدوء و أتحملها كما هي ... الرضا بوضعي و كل ما لدي ... لا اقارن نفسي بأحد لان كل ميسر لما خلق له ... اسعى من خلال ما أعبر به عن نفسي في تنميتها و تطويرها و ازاي اقدر اتعامل معها في حالة الاحساس بالممل ... اعرف اسامح نفسي ازاي لو اخطأت و اعطيها فرصتها للتعلم من الذي فات ... اسعى دايما في معرفة الجديد اللي بيطورني و يجعلني احسن و افهم نفسي اكتر و اقدرها و اسعى لاسعادها.
عجبني من أقوال الفيلسوف نيتشه إن الملل ممكن يكون فرصة للتفكير والتأمل ... و ما أحوجنا لذلك فهي فرصة يحتاجها بني البشر في هذا العالم الصاخب الذي لا يتأمل و لا يتفكر.
#nermeenabdelaziz
-
Nermeen Abdelazizشغفي الكتابة و القراءة