قررت أن أقوم بزيارة للداعشي الذي فجر نفسه في قوات حراسة المسجد النبوي مؤخراً ،على الرغم من المخاطر التي قد أتعرض لها لكن لا طعم للحياة بدون مغامرات.

اتصلت عليه وأخبرته برغبتي في عمل لقاء صحفي ، ووعدته بالأمان، أنهينا المكالمة على وعد منه بالرد لكنه طلب مني أمرين.

الأول عنوان صفحتي على الفيس وتويتر .

الثاني أن اعطيه بعض الوقت للرد عليّ .

فهمت أنه يريد أن يتأكد من شخصيتي و بطبيعة الحال يريد يخبر قادته .

وبعد فترة وافق على حضروي . وقبل أن أخرج من بيتي كتبت وصيتي!.

حرصت أن أرتدي زي المعتاد ، لكني اشتريت مسواك ووضعته في جيب الجاكيت العلوي .

في الزمان والمكان المحدد سلفاً إلتقينا و حين وضعت قدمي في السيارة الخاصة بهم لم أرى أي شئ خارجها حيث كانت مظللة .

بعد عشرون دقيقة تقريباً توقفت السيارة نزلنا ،الأجواء كلها سكون تام إلا من دقات قلبي المتسّارعة خوفاً واضطراباً و حركة اقدامي وانا امشي بخطى مسرعة خلف السائق وكان ملثماً وشخص آخر يأتي من خلفى ، أظنه أحد أعضاء التنظيم .

المكان يكاد يكون مظلما وسرعة الخطى لا تجعلك تركز في شئ ، كما أن رهبة المجهول سيطرت علىّ !!.

بعد تفتيش دقيق وجدت نفسي امام الإنتحاري.

أنا : السلام عليكم

هو : وعليكم السلام ورحمة الله تعالي ، أهلاً بك يا أخي

أنا : اشكرك "رهبة المكان والخوف مازلتا تستيطران علىّ".

هو : ما الذي جعلك تصر على مقابلتي ؟.
انا :  عفوا أنا الذي اسأل ولست أنت .
هو : تفضل ..
أنأ : دفعك للقيام بهذا العمل الإنتحارى الخسيس؟.

هو : اتحفظ على كلمة إنتحارى بل إستشهادي !!.

أنا : هل تعلم من قتلت بهذا العمل ؟.

هو : نعم إنهم جنود الطواغيت !.

أنا : عن أي طواغيت تتحدث !!. منذ متي و الطواغيت يقومون بحراسة المسلمين في أداء مناسكهم ويحفظوا أمنهم ؟.

هو : لا يهمني المهم أني نفذت المطلوب مني .

أنا : هل المطلوب منك أن تزهق أرواح الأبرياء وأنت بدون تفكير تنفذ ما يأمرونك به ؟.

هو : هؤلاء ليسوا أبرياء وأنت تعلم أنهم من عونة الكفار وأنا بايعت الأمير على السمع والطاعة.

أنا : بمن تقصد بكلمة كفار ؟. ومن هذا الذي بايعته على سفك الدماء المعصومة ؟.

هو : صمت قليلاً وقال أنت تعلم من أقصد !.

أنا : كيف تكفرون الناس هكذا وهل اطلعت على قلوبهم ؟.

هو : أعلم يا هذا أن كل ما يخالفنا في منهجنا أو يقف في طريق دعوتنا فحكمنا عليه أنه كافر .

أنا : أي منهاج و أي دعوة تقصد ؟.

هو : دعوة نبينا محمد صلي الله عليه وسلم و الصحابة الأولين و طريقنا لإحياء دولة الخلاقة الإسلامية .

أنا : حاشى لله ، فوالله ما كانت دعوة النبي الأكرم كانت تزهق الأرواح المؤمنة المطمئنة المرابطة في سبيل الله ؟. وأي دولة ستقيمونها بقطع الرؤوس وتفجير الآمنيين .

هو : قلت لك أنها تكاليف ولا مجال للتفكير في النتائج طالما أن الجنة تنتظرنا !!

أنا : أي جنة تنتظرك ؟. منذ متي والجنة تفتح أبوابها لمن يروع الأبرياء وييتم الأطفال ويفجر بيوت الله ، حتي قدس الأقداس عند المسلمين "المسجد النبوي" لم يسلم من غيكم وضلالاتكم .

هو :لا تقول غياً وضلال بل جهاد واسختلاف .

أنا : من أفتى لك بهذا الأمر؟.

هو : لن أجيب ، وعليك أن تلزم حدودك 
أنا : مفاصلي بدأت ترتجف فهؤلاء لا يعرفون النقاش "ربنا يسترها"...

أنا : (بصوت منخفض)كم عمرك ؟.

هو : 26 سنة . 

أنا : ألا تفكر في الزواج لكي تعمر الأرض بالخير والعمل والإنتاج الذي به صلاح العباد والبلاد.

هو : لا يوجد عمل أفضل من الجهاد في سبيل الله .

أنا : أنظر الى هذه الصورة وكم الأشلاء التي تناثرت و الدماء التي سالت بسببك فهل تسمي هذا جهاد.

هو : صامت .

أنا : طيب ممكن أعرف اسمك ؟.

هو : نائر مسلم ......

أنا : اسمك مسلم .. (ارتفع صوتي) لا حول ولا قوة إلا بالله ووالله أعلم يا هذا أن كافة المسلمين يبرؤن منكم ومن أعمالكم في الدنيا قبل الأخرة .

هو : قلت لك لا ترفع صوتك

أنا : لان ما تفعلونه لا يمكن أ، سيتقبله عقل ثم هممّت بالخروج قال لي أعدك أن أجد لك عملاً مناسباً في دولتنا ما رأيك في وظيفة ...؟

هنا قاطعته ، فلتذهب أنت ودولتكم إلى مثلث برمودة حيث مملكة الشياطين .