استعدادات cop 27.. ورشة عمل حول دور الإعلام في نشر الوعي بمخاطر التغيرات المناخية
خبراء : ارتفاع معدلات انقراض الكائنات الحية إلى% 10.000 انخفاض انتاجية الأراضي الزراعية 23 %
نشر في 11 مارس 2022 .
كتبت- شرين إحسان
وسط أجواء عالمية مشحونة و تداعيات الحرب الأوكرانية الروسية التي تلوح بأزمة عنيفة في الطاقة و العودة لاستخدام الفحم , ما يشكل مزيدا من الضغط على المناخ العالمي , تستكمل مصر استعداداتها لاستضافة قمة المناخ cop 27 المنتظر عقدها في نوفمبر القادم في شرم الشيخ, حيث تسعى مصر الى تحقيق نقلة نوعية و التسريع بوتيرة العمل المناخي و تقديم تدخلات عاجلة لمواجهة آثار التغيرات المناخية , فعلى الرغم من انجازات مؤتمر جلاسجو cop 26 الا ان العالم ما يزال بعيدا عن مسار استقرار درجات الحرارة العالمية .
جهود حثيثة تقوم بها وزارة البيئة المصرية للاستعداد لإقامة المؤتمر من خلال تعزيز القدرات الوطنية و تحسين المشاركة العامة و رفع الوعي العام بقضايا تغير المناخ و أهمية خفض الانبعاثات و الحفاظ على التنوع البيولوجي و محاربة التصحر.
و في هذا الإطار اقامت وزارة البييئة ورشة عمل للصحفيين و الإعلاميين أعضاء جمعية كتاب البيئة برئاسة خالد مبارك حول "قضية التغيرات المناخية و دور الإعلام" بمحافظة الفيوم و ذلك بالتعاون مع مشروع تعزيز القدرات الوطنية لتحقيق اتفاقيات ريو, و بحضور المهندسة سماح صالح مدير وحدة التنمية المستدامة.
دكتور احمد وجدي مدير مشروع بناء القدرات الثالث تحدث عن المستجدات المناخية العالمية و المحلية و خطورة ارتفاع متوسط درجات الحرارة على سطح الكرة الأرضية بشكل متسارع ,حيث كانت متوسطات الزيادة كل 2000 سنة ما بين .02-.03درجة مئوية, الا انه بلغ 1.1 درجة مئوية منذ 1900-1850 بفعل الأنشطة البشرية و انبعاث الغازات الدفيئة , و من المتوقع أن تصل الزيادة في درجات الحرارة العالمية الى ما يزيد عن 1.5 أو درجتين مئويتين على مدى السنوات العشرين المقبلة و هو ما يحمل مخاطر عديدة تهدد الحياة على كوكب الأرض , مثل ما نشهده حاليا من زيادة معدلات الإصابة بالأمراض و الوفيات الناجمة عن الأحداث المناخية شديدة الوطأة , الفيضانات, الأعاصير, الجفاف, موجات الحر, انتشار الأمراض التي تنتقل عن طريق الحشرات و المياه و أمراض الجهاز التنفسي , زيادة ملوحة المياه الجوفية , التصحر .
دكتور سمير طنطاوي الخبير بالأمم المتحدة وعضو الهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتغيرات المناخية أشار الى أهم مخرجات مؤتمر الأطراف بجلاسجو و التطورات العالمية كما تحدث عن إعداد مصر لأول استراتيجية وطنية للتغيرات المناخية للتصدي بفاعلية لآثار و تداعيات التغيرات المناخية بما يساهم في تحسين جودة الحياة للمواطن المصري و تحقيق التنمية المستدامة و نمو اقتصادي منخفض الإنبعاثات في مختلف القطاعات و الحفاظ على الموارد الطبيعية و التكيف مع التغيرات المناخية و تخفيف الآثار السلبية للتغيرات المناخية و رفع الوعي في مجال مكافحة تغير المناخ .و من المقرر إطلاق الإستراتيجية الوطنية قبل انعقاد مؤتمر المناخ و ذلك بعد اعتمادها من المجلس الوطني للتغيرات المناخية برئاسة رئيس الوزراء , حيث تتضمن رؤية شاملة لكيفية التصدي للآثار السلبية للتغيرات المناخية .
و عن أهم الآثار السلبية للتغيرات المناخية تحدث الدكتور كريم عمر المدير الفني لمشروع بناء القدرات (CB3) عن تأثيراتها على التنوع البيولوجي , مشيرا إلى أن معدل الإنقراض أصبح حوالي 10.000% عن المعدل الطبيعي, و ذلك بفعل التدخلات البشرية و استخدام الآلات و الماكينات التي ساهمت في تدمير مساحات كبيرة من الكرة الأرضية و ما بها من كائنات حية و مخلوقات تحافظ على التوازن البيولوجي , كما أن حوالي 75% من مساحة الأرض تغير بشكل ملحوظ , فضلا عن فقد نسبة % 85 من الأراضي الرطبة حول العالم , و انخفاض انتاجية الأراضي الزراعية لنسبة 23% من مساحة اليابسة .
كما تحدث الدكتور عمر جهود مصر في اضافة بعض الكائنات و النباتات المهددة بالانقراض في مصر ضمن القائمة الحمراء دوليا مثل "خس الجبل" الموجود بسانت كاترين في مساحة خمسة كيلو مترات حيث ينمو على المنحدر الرأسي للجبل و يتعرض للتدمير بسبب السيول و أيضا "الورد البري" الذي يوجد من 90 شجرة فقط على مستوى العالم و يدخل في علاج بعض الأمراض الجلدية و يساهم في تثبيت التربة بالمناطق الجبلية , وأضاف لقد الذي وجدنا صعوبة بالغة في إنباته بالمعمل و نجحت الجهود في ضمه إلى القائمة الدولية الحمراء للكائنات المهددة بالانقراض .
و من المخاطر السلبية أيضا للتغيرات المناخية تعرض الأراضي الرطبية للتلوث و فقد الطبقة السطحية للتربة الطبيعية ( 10 سم )و التي تحمل كافة المغذيات للنباتات و تحتاج الى حوالي 2000 سنة لتكوينها.
و أوصت الورشة بضرورة الحد من غازات الإحتباس الحراري و الحفاظ على الموارد الطبيعية و المراعي و التنوع البيولوجي من أجل استدامة الحياة على كوكب الأرض و المحافظة على حقوق الأجيال القادمة ، مع تفعيل هاشتاج اكتب بالأخضر تأكيدا لدور الإعلام في التوعية بمخاطر التغيرات المناخية.
-
شرين إحسانكاتبة صحفية مصرية، باحثة دكتوراة في الإعلام البيئى، عضو جمعية كتاب البيئة و التنمية