التلميذ الجزائري بين الحصص الرسمية والإضافية
مقال عن الدروس الإضافية
نشر في 19 ديسمبر 2016 .
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
لا شك أن الحصول على المراتب العليا في أي سباق يتطلب بذل الوسع على التمرن والتدرب ، ومنه الدراسة ، التي يتطلب الفوز فيها بنتائج الامتحانات سهر الليل وجهد النهار ، والتقلب بين الأساتذة لجلب أكبر قدر من العلوم يفيد منها التلميذ في مناسبات الابتلاء من فروض واختبارات وامتحانات.
إلا أن ذلك المرمى يتطلب منهجية ونظاما وصرامة وتخطيطا ومرونة ودواما ومعرفة فعالة لمنابع التحصيل.
وتلاميذنا ليسوا بمنأى عنه ، إذ أصبح الحدث التربوي أكثر من أي وقت مضى هو نتائج نهاية المرحلة الابتدائية والمتوسطية والثانوية.
ولما أصبح تأثيره بين أسر مجتمعنا واضحا ، والتنافس بينها على نجاح الأولاد محتدما إلى درجة كبيرة ، اشتد الضغط على الأولياء ومنه على التلاميذ باعتبارهم المحصل الأول والأخير وهم الواقعون في ميدان الوغى يطالهم غباره عليهم.
فأول ما أصبح يفكر فيه الأولياء من الوهلة الأولى للدخول المدرسي هو دعم الولد كي يسابق الزمن للتفوق.
وتحت تأثير هذا الضغط المعنوي بالدرجة الأولى توخيا للنتائج يلجأ التلميذ وأولياؤه إلى البحث عن مصادر معرفية أخرى غير المؤسسة الأم ، فنرى أفواج التلاميذ تغدو وتروح بين الدروس الإضافية والمسائية والصباحية في العطل ونهايات الأسابيع ، حتى لكأنه تهيأ لنا أن لا وقت له البتة يروح فيه عن نفسه من العناء أويغذيها بمختلف المأكولات المساعدة ، والتجوال المنفس ، والنوم المريح ، والرياضة المقوية للبدن والروح.
إنه ليؤلمني رؤية تلك الأسراب منهم ذاهبين وعائدين بين مختلف الشقق والمستودعات والمؤسسات المستقبلة وبيوت الأساتذة المتخصصين وغير المتخصصين ، العارفين بالمناهج الرسمية وغير العارفين ، وغيرها من المقاصد التعليمية الاستدراكية والداعمة.
لقد تسبب اللجوء إلى ذلك في مغادرة الدروس الرسمية والغيابات الرهيبة بعد الفصل الثاني من الموسم والاستهتار بها اكتفاء بالإضافية ، مما عكرعلى الأساتذة إنهاء برامجهم ومناهجهم المطالبين بها في آخر السنة الدراسية.
علما أننا وجدنا كثيرا منهم يرسبون في الامتحانات لأن الحصص الإضافية لم تكن وفق المناهج والطرق البيداغوجية الموافقة لها.
ولتجنب هذه الظاهرة السيئة التي تنخر جسد التربية والتعليم عندنا أقترح مايلي:
1 / تمديد سنوات الدراسة في الابتدائي إلى ست سنوات.
2 / تمديد سنوات الدراسة في الثانوي إلى أربع سنوات.
3 / توزيع حجم البرامج والمناهج على كل هذه السنوات مع تخفيفها كي نضمن التوازن بين النظري والإكثار من التمارين والمسائل التدريبية لهضمه جيدا وبالتالي الاستغناء عن هذا التعب والإرهاق اللاحق بأولادنا.
4 / التحسيس والتوعية بضرورة الالتزام بالحصص الرسمية.
5 / التنسيق مع الجامعة في البرامج بعد الثانوي لضمان التواصل المعرفي.
لذلك أدعو القائمين على شأن التعليم في الجزائر إلى قراءة هذا المقال والنظر الثاقب ، والتمحيص الفعال في مقترحاته والمقارنة بين المنافع والمفاسد لإخراج تعليمنا من أعناق خانقة لنضمن تخرج ناجحين في مختلف أصناف المعرفة استثمارا في أجيال من العلماء والباحثين المفيدين للبلد.
-
saadprofأستاذ مادة العلوم الإسلامية في ثانوية سليمان بوعبداللاوي بالبرواقية .