بوح الخواطر..
1 - إيغال..
أسلمتُ يقيناً أني في هوَاكِ لا أتقنُ الغزل
ولا أمتلكُ مثلكِ البوحُ بالذي في داخلي قد اعتمل
فلا أغادرُ نفسي لأجلِ نفسي وأبوابي مُوصَدَةٌ
ولا أحادِثَها عنْ اللهفةِ والأشوَاقِ
وكيف تعَظّم بكِ كلُّ حينٍ الأمل
هذه أنا حينما أوغِلُ في المَجاز
وحين ترتبِكُ أنجمي بفضاءِ خوَاطِري
أغلقُ عليكِ ملئ جُفوني وحدي
أحبسُ أشجاني في سِجنِ حُلمي
ليُبقيني اعتقادي أني فيكِ لم أزَل
++++++++++++++++++
2 - ثورة
لا تسأل عنْ الريحِ كيفَ اجتازني هوجَها
أنا محضُ سرٍ ماجَ على أوراقِ اختباري
ودمي القاني يَشُقُّ جُرحَ الهَوْلِ بالأقدارِ
يُجدِّفُ في مَدَى رُوحي باحِثاً عنْ الشطآن
يَنزِفُ لظى شِعرٍ وثورة إعصارٍ
إذا ما تطايرتْ حُروفي من هَجْعٍ
هوَتْ عواصَفي حولي
وتدارى النهار خلف مداري
++++++++++++++++++
3 - حلم مضى
أيا ذكرياتي أوْقِدي بي لُحُون استرجاعاتي
وأطربي سُمَارَ سَهري بليلٍ دُجَاهُ سَاهي
ارجعي بي إلى حُلمٍ مضى
وانقضى أثرَهُ على ما انصَرَمَ عليه وِسَادي
وارجِعِي الذي ما انبَعَثَ فيكِ وَسَني
وصبي كأسَ الحُلمِ كرماً على مِهادي
فارجِعِي يا ذكرياتُ أمسي لعيني
وابتني صُوَرَ الماضِي بأحجَارِ اعتمالي
عسى الذكرى تعيد لعيني عهداً مضى
وتسجِلُ الرؤيا رِضاً بنبوغ ذكائي
+++++++++++++++++++
4 - حلم مُشتهى
مُحالٌ أنسى كيف شبَّ بيننا الإعتمال
وكيف تقلّبِ بنا هوَانا وانقضى بنا المآل
حين صارتْ دِمَاءَنا نبضُ فلاحٍ
ودبَّ في خافقينا ارتعاشَاتُ وَجْدٍ مع كلِّ سُؤال
وأقمنا مراسِمَ اللقاءِ وِصَالاً وأفقُ وَفاء
حتى إذا ما انبعثَ فينا الشِّعرُ دَفِقاً
واتتنا فكرةَ اعتلاءِ موجِ المُحَال
وتعَمَّقَ الرحيلُ فينا بين ثنايا الخيال
وتعَطَّفَ في خاطِرِنا الحُلمُ المُشتهى
وهتفنا أنْ يا ليلُ انقَضي سريعاً
لتُعَربِدُ في مِحْجَرَينا فصُولَ حلمٍ
ويَشِفّ عنْ رُوحَيْنا فحوَى الاكتِمَال
++++++++++++++++++++++++
5 - عبث الأقدار
أبحرت على مرَاكِبِ الحُلم زَمَنُ شبابي
وخُضْتُ ابحَارَاتي في عُمْقِ التقيُّدِ بسِفْرِ وُجُودي
وهَالني أنَّ الدُنيا مُجَرَد عَبْث أقدارٍ
تحيدُ تارةً وأخرى تتسَيَّدُ قُنُوطاً وتَمِيدُ
فعَلامَ نحْفَلُ بالهُمُومِ والأسى فينا طبعٌ عنيدُ
يُشْعِلُ في أقدَارِنا لهيبُ نيرانٍ ووقد قريب
فاغنُمْ الحياةَ اشراقٌ يفتَرُّ هوَاكَ عنْ نَسقٍ ضَحُوك
وتمَثَّلِ الغُصْنَ في اخضِرَارِه يَتبَرعَمُ فيه وُرُودُ
فتقبَلْ بالرضى فجرٌ صادحٌ ودودُ
وأطلِقْ لمُعْتَرَكاتِكَ أرجلَ السَّبْقِ
تروضَها أنداءَ الرُبا فتزدادُ بها صعوداً وتسديدُ
++++++++++++++++++++++++
6 - طبع
قم من وقتك ضاحكاً وعبئ سلال الطبع مرونة
قد منحتك الدنيا رسائلُ وُدُّها نبضُ بَريد
فالغديرُ يَجْري هادِئاً والطيْرُ يهتِفُ صَادِحاً تَغريدُ
والأفنانُ تمُدُّ أعناقَها شمُوخاً تُغازِلُ فرحاً صِيد
والخيلُ تجري في مرابِعِ الوَصلِ
وشعاعُ الشمسِ تبَسَّمَ لنهارٍ مؤتلِقٍ بالسَّنا سَعيدُ
والقلبُ غضٌ يَلينُ هَوَاهُ يَتشَعِّبُ رِضَاً
مُنادياً، وروحُكُ تطلبُ منْ يَدِ الزمَانِ جُودُ
فحدِدْ لجودِكَ دفقُ أنفاسٍ تلك التي منها تغار التراتيلُ
وأشعِلْ لهيبَ حُرُوفِكَ مِنْ فَحوَى مَكنُونِها
جَمَالاً وأناقَةً ليسَ يميلُ عنْ النُهى بينكما صُدُودُ
+++++++++++++++++++++++++
7 – حلم بالعُلا
أفِقْ يا ذا الزمانُ فقد تضَمَّخَ بكَ الشّعرُ وَهِناً تعِباً
فأوغَلتَ في الحَادِياتِ رَحيلاُ مُنتدَبا
وتتبعتَ خُطواتَ الأنجُمِ تسري بليلٍ يُعَاني مُغتَرَبا
مُتسائِلاً أينَ الضياءُ غفى محتجباً يَحلمُ الأفقا
عن النغم الموشى بالفرحِ في رنتهِ تعزِفُ الحُبّ منتشيا
وأسأل الطير عن نشوته أينما رقص فؤاده طرِباً
يترَّحَلُ حُلمي للدهشَةِ بينَ الكواكبِ سائلا لأنجمِهِ العَبَقا
باحِثاً في لوْنِ عينيهِ عنْ مَسكنٍ يَفترِشُ فيهِ الحُلمُ مُغتنِماً فطِنا
فاسكُبْ كأسَ القصيدِ يكتنز في سِحرِهِ الشَّغفا
ولوِّنْ زهرَ الطهارَةِ بشذى البوحِ وأطلقْ عِطرَ الرَهَفِ مُتلطفا
واطوي العتابَ على الأعتابِ يَهابَك من للفضلِ مُحتَسَبا
-
hiyam damraعضو هيئة إدارية في عدد من المنظمات المحلية والدولية